البرهان.. الثعلب الماكر

0 56
كتب: ذوالنون سليمان 
.
بمنتهي الذكاء ، وفي خطوة محسوبة ، وضع المكون العسكري ممثلًا في القوات المسلحة ،
الكورة في ميدان الاحزاب والتنظيمات السياسية باعلانه الانسحاب من الالية الثلاثية وقبوله بحل المجلس السيادي وتكوين حكومة مدنية إذا توصلت الأطراف السياسية السودانية لتوافق حول تشكيل الحكومة.
وضع البرهان الكورة في ملعب القوي السياسية وجلس مع الجمهور منتظرًا النتيجة التي لا تحتاج لرهان وفق حساباته ، وهي فشل القوي السياسية في تشكيل الحكومة نسبةً لخلافاتهم الأمر الذي سيتيح له الاستمرار في السلطة و بتفويض كامل وشرعية مستحقة .
أمًا إذا حدثت المعجزة ، وتوافقت الاحزاب السياسية والمجموعات الثورية حول شكل السلطة ، سيراهن العسكر مرة اخري علي مقدرتهم في إدارة خلافاتهم الداخلية و التعاطي مع تحديات الانتقال وهموم الشارع اليومية المتعقلة بالخدمات والجوانب الاقتصادية والأوضاع الأمنية .
ما يعضد هذا ، هو تأكيد البرهان في خطابه علي احقية تواجد القوي الثورية ( حلفاءه ) في مداولات تشكيل الحكومة ، و تحديده لآلية الحل والمتمثلة في الالية الثلاثية وهي في ذات نفسها محل إختلاف لدي القوي السياسية والأجسام المطلبية.
تنحي المكون العسكري من المجلس السيادي مشروط بتوافق القوي المدنية ودور الآلية الثلاثية آلتي يعول عليها لوجود أطراف عديدة داخل الالية تدعم موقف المكون العسكري بما فيهم طرف من أطراف الآلية الثلاثية ويجب علينا هنا ان لا ننسي ( موقف ) ممثل الإتحاد الإفريقي من المبادرة الامريكية السعودية والداعم للمكون الحاكم .
فكيف يتسق أن يقوم الطرف الرئيسي في الأزمة بتحديد شكل الحل عن طريق اشترطات مسبقة حول أطراف الأطراف السياسية المشكلة للسلطة والالية الراعية للحوار وقراره المسبق بتكوين مجلس عسكري أمني معني بقضايا الأمن القومي يديره العسكر فقط !
وبالتأكيد كل مهام الحكومة المدنية ستندرج تحت مسمي الأمن القومي .
البرهان بهذا البيان ضمن براءته المبكرة من مسؤولية تعثر الحل السياسي في السودان وأي مآلات مستقبلية ذات صلة بقراراته في 25 أكتوبر .
ويبقي السؤال هل ستنجح الأحزاب السياسية في تكوين تحالف جديد وبرؤية تتجاوز فخ البرهان أم ستبتلع الطعم أم سترفض بيان البرهان جملة وتفصيلا وتتمسك بشعارات المدنية الكاملة !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.