فضيحة بجلاجل !

0 71
كتب: زهير السراج
.
* فضيحة بجلاجل في حق السودان والدولة السودانية والدبلوماسية السودانية والإرث السوداني الرسمي المترع بالإلتزام الراقي الصارم بمبادئ البروتكول الذي اشتهر به الرؤساء والمسؤولون السودانيون السابقون خلال زياراتهم وحضورهم للمناسبات الخارجية المختلفة، وكانوا عنوانا ناصعا للدولة السودانية والشعب السوداني، لم يشذ منهم سوى اللص المخلوع وأعضاء نظامه البائد ووريثه (البرهان) الذي ورث عنه كل الافعال والصفات الذميمة والفضائح البروتوكولة البشعة التي تسئ للسودان، وتجعل الذين يمثلونه في المنتديات والمناسبات العالمية محل سخرية العالم، كما حدث امس في مناسبة تشييع الملكة إليزابيث الثانية التي شارك فيها (البرهان) وهو يرتدي بذلة زرقاء (كحلية) بدلا عن إرتداء البذلة السوداء كما جرت العادة (وقواعد البروتكول) في المناسبات الحزينة، خاصة في مناسبة ضخمة مثل تشييع الملكة اليزابيث التي شاهدها المليارات عبر الشاشات التلفزيونية، وشارك فيها الفان من كبار الشخصيات العالمية من بينهم مائة من القادة والملوك ورؤساء الحكومات كان جميعهم يرتدي اللون الاسود ما عدا (البرهان) الذي كان يتنطط بينهم ببدلة زرقاء ناصعة، وكأنه يشارك في مناسبة زواج، بدون مراعاة لمشاعر الحزن أو للتقاليد البروتوكولية المتبعة، وكانت فضيحة بجلاجل أظهرت الى اى مدى إنهارت الدولة السودانية ودبلوماسيتها التي كانت مضرب المثل وصارت اضحوكة بين الامم !
* إذا كان (البرهان) ومن يحيط به من انقلابيين ومستشارين مثل الهائج (ابو هاجة) وغيره، مجرد (عنقالة) وضعتهم الظروف في مناصب رسمية لا يستحقونها، ولا يدرون شيئا عن قواعد البروتوكول، فأين إدارة المراسم في القصر الجمهوري الذي يتحصن فيه البرهان، وأين وزارة الخارجية، وأين سفارة السودان في لندن، أم أن كل هؤلاء جهله لا يفقهون شيئا عن البروتوكل والمظهر الذي يجب أن يظهر به رأس الدولة والمسؤولون السودانيون والسلوك الذي يسلكونه خارج البلاد في المناسبات المختلفة، وما يجب أن يفعلوه وما لا يفعلوه، حتى يكونوا خير ممثل وخير مثال للدولة السودانية والشعب السوداني الذي عُرف قادته في حقبة الستينيات بالثقافة العالية والمعرفة والإلتزام بالتقاليد الدبلوماسية والرسمية داخل وخارج البلاد بمن فيهم رأس أول نظام عسكري في السودان الفريق (إبراهيم عبود) الذي ينتابك شعور غامر بالفخر والفرح عندما تشاهد التسجيلات المصورة لزياراته الخارجية وما فيها من مظاهر العظمة والرقي والاحترام للسودان، مثل زيارتيه للولايات المتحدة وبريطانيا اللتين استقبل فيهما استقبال الملوك، وكان بالفعل ملكا وخير ممثل للسودان!
* ولكن سرعان ما ينتابك الحزن والألم وتنزل من عينيك الدموع عندما تقارن الماضي الزاهر والرؤساء السابقين مع الحاضر الأليم واللص المخلوع ووريثه البرهان، وكأنه كتب علينا أن نسجن في الماضي وأحاديث الذكريات والدموع !
* لنفرض ان العاملين في ادارة المراسم ووزارة الخارجية ايضا جهلاء ولا يعرفون شيئا عن البروتكول وقواعد البروتوكول والدبلوماسية، فلماذا لا يستشيرون الدبلوماسيين السابقين العارفين والملين باصول العمل الدبلوماسي وقواعد البروتوكل ولدينا الكثيرون منهم مثل سفيرنا السابق في الولايات المتحدة (نورالدين ساتي) وسفيرنا الاسبق في السعودية (اسماعيل عبدالدافع) وهما استاذان ضليعان في الدبلوماسية وقواعد البروتكول، أم انهم يخشون إفتضاح جهلهم وعدم معرفتهم بأصول عملهم ؟!
* دعكم من استشارة السفراء السابقين، لماذا لا يعودون لأرشيف الدبلوماسية وقواعد البرتوكول في وزارة الخارجية، او في الانترنت والاستعانة بجوجل للحصول على المعلومات، وهو عمل لا يحتاج الا لبضع دقائق قليلة، أم انهم لا يعرفون شيئا عن ذلك أيضا ؟!
* لماذا لا يتصلون بالسفارة البريطانية في الخرطوم والسؤال عن مراسيم التشييع سواء في المظهر أو أى شئ آخر خاصة أن الدعوة لا بد ان تكون قد وصلت الى السودان عبر السفارة البريطانية بالخرطوم ؟!
* بل ان الدعوة نفسها عادة ما تحمل بعض التوجيهات، ولقد حملت الدعوة لحضور تشييع الملكة إليزابيث ــ حسب أجهزة الاعلام البريطانية ــ توجيها أو طلبا بحضور غالبية القادة المدعوين على متن طائرات تجارية، وليس طائرات خاصة تفاديا لازدحام حركة الطيران وزيادة العبء على الدولة الضيفة، وقيل لهم أنهم سيتم نقلهم بالحافلات بشكل جماعي، ولقد إلتزم معظم القادة خاصة الاروبيون بالتوجيه وحضروا الى لندن على متن طائرات تجارية، ولكن كيف يسافر فخامة الجنرال (البرهان) على متن طائرة تجارية، ولا يهدر المال بالسفر على طائرة خاصة مثل الملوك والعظماء، بينما الشعب السوداني يموت من الجوع، ثم يفضح نفسه ويفضح بلده ويفضح شعبه ويضحك الناس عليه لحضوره التشييع ببذلة زرقاء ناصعة، بدلا عن اللون الاسود الذي إلتزام به الجميع، وكأنه يشارك في حفل زواج وليس مأتم .. !
* دعكم من كل ذلك .. هل يحتاج حضور المأتم بملابس لائقة الى قواعد بروتكول وعلم ومعرفة واستشارات ونورالدين ساتي واسماعيل عبدالدفع وجوجل؟!
* هل وصل بنا الانهيار الى هذه الدرجة من الجهل والبلادة وعدم الفهم وقلة الذوق، أم ان غزو القونات لم يتوقف على المزارع والقعدات والحفلات الخاصة فقط ؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.