.
1. في اضافة نوعية شيقة لتوثيق تاريخ الصحافة السودانية نتاج تجربة وممارسة طويلة لأكثر من اربعة عقود في حقل العمل الصحفي ، صدر كتاب ” الصحافة السودانية والأنظمة الشمولية : قراءة في سيرة الاستبداد السياسي” للكاتب الصحفي المخضرم الأستاذ / صديق محيسي، عن دار الحضارة للنشر، الطبعة الأولي: مارس 2016، عدد الصفحات : 380 صفحة من الحجم الكبير.
جاء الكتاب في 17 فصلا شملت :
الفصل الأول : 17 نوفمبر أحكموا علينا بأعمالنا، الفصل الثاني : صحيفة الثورة.
الفصل الثالث : مايو والصحافة والطريق الي التأميم .
الفصل الرابع : لجنة قيد الصحفيين وتأميم الدور الصحفية .
الفصل الخامس : المواجهة الأولي وزيارة السادات، الفصل السادس : مواقف للتاريخ ، الفصل السابع : اتحاد الصحفيين العرب يتدخل، الفصل الثامن : مذبحة الصحفيين ونميري يحل النقابة.
الفصل التاسع : الطوفان . الفصل العاشر : تكشير الأنياب. الفصل الحادي عشر : تكسير الأقلام .
الفصل الثاني عشر : تقنين مصادرة الرأي .
الفصل الثالث عشر : الرقابة البينية والرقابة القبلية .
الفصل الرابع عشر : الدم المسفوك سيادة الأمن أم سيادة الكلمة؟.
الفصل الخامس : صحافة المعارضة دور تنويري يتقصه المال .
الفصل السادس عشر : راسبوتين قصر الصداقة، الفصل السابع عشر : ثم ماذا بعد أو ما العمل؟.
كما احتوي الكتاب في النهاية علي ملاحق تُعتبر نفسها مصادر وتوثيق مهم لقوانين الصحافة منذ : قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 1930 ، وحتى قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009.، اضافة لمشروع قانون الصحافة الجديد ، ابريل 2009 ، وميثاق الشرف الصحفي ، ونقد للقانون للأستاذ كمال الجزولي.
2 . الكتاب اضافة ثرة لتوثيق تاريخ الصحافة السودانية التي ترجع جذورها الي فترة الحكم التركي – المصري، وتطورت في فترة الحكم البريطاني ، كما في مؤلفات محجوب محمد صالح : الصحافة السودانية في نصف قرن، الجزء الأول ، دار جامعة الخرطوم للنشر 1971 ، وكتاب د. صلاح عبد اللطيف : الصحافة السودانية : تاريخ وتوثيق ، وما خطه يراع الكاتب حسن نجيلة عن نشأة وتطور الصحافة السودانية في كتابه : ملامح من المجتمع السوداني ، الجزء الأول ، دار جامعة الخرطوم للنشر 1971 ، وما كتبه د. محمد سعيد القدال عن الصحافة السودانية في كتابه : تاريخ السودان الحديث ، الطبعة الثالثة ، دار جامعة الخرطوم للنشر2018، الخ من الكتابات والرسائل الجامعية التي كُتبت عن الصحافة السودانية في تخصصاتها المختلفة.
3 . لكن ما ميز كتاب صديق محيسي أنه سلط الضوء بكثافة علي معاناة الصحافة والصحفيين في ظل الأنظمة الشمولية من قمع ومصادرة وتشريد واعتقال الصحفيين ، واغلاق دور الصحف ، وسيف الرقابة المسلط علي الصحفيين وحل نقابتهم ، وصراع الصحفيين الباسل من أجل انتزاع حرية الصحافة والنشر والتعبير ، حتى ذهبت ريح تلك الأنظمة الشمولية ، ويواصل الصحفيون النضال من أجل حرية الصحافة ، وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي كما في نجاحهم الأخير في اتتزاع نقابتهم بعد 33 عاما من تزوير ارادتهم في ظل نظام الانقاذ الشمولي وقوانينه القمعية، الذي ما زال النضال مستمرا للغائها بعد ثورة ديسمبر والتي حتما منتصرة ، رغم العقبات والمتاريس التي تقف في طريقها.
واذا كان الاستاذ محجوب محمد صالح قد وثق للصحافة السودانية في كتابه الصحافة السودانية في نصف قرن والذي غطى الفترة : من 1903 الي 1953، اي فترة الحكم الشمولي الاستعماري ، وقانونه للصحافة الذي ظل ساري المفعول بعد الاستقلال مع تعديلات شكلية، فان كتاب صديق محيسي قد غطي الصحافة السودانية في ظل الأنظمة الشمولية كما في ديكتاتوريات : عبود والنميري والبشير.
لا شك أن الكاتب بذل جهدا مقدرا في تسليط الضوء من واقع ممارسة وتجربة ثرة في العمل بالصحافة السودانية في الأنظمة الشمولية، مما يفتح الشهية للمزيد من البحث والتوثيق لتاريخ الصحافة في نخصصاتها وفروعها المتنوعة.
وأخيرا ، اشكر الكاتب علي اهدائي نسخة من كتابه القيم ، ونتمني له الصحة والعافية لاصدار كتابيه عن : قناة الجزيرة : التجاوز والتخطى ، ومذكرات في الصحافة والثقافة.