إلى الحزب الشيوعي!
كتب: زهير السراج
.
* تحالف الحزب الشيوعي مع بقية القوى السياسية الفاعلة يعني تماسك الشارع الثوري، وامكانية تحقيق انتصار حاسم وسريع على السلطة الانقلابية وحزب المؤتمر اللاوطني المنحل واعداء الثورة، وهو ما يفهمه أى شخص بربع عقل، ولا ادري لماذا يعاند الحزب الشيوعي ويصر على موقفه الغريب بمقاطعة القوى السياسية التي كان جزءا منها في يوم من الايام حتى لحظة توقيع الاتفاق السياسي مع المجلس العسكري المنحل في اغسطس عام 2019 !
* من حق الحزب الشيوعي ان يتخذ المواقف التي يراها مناسبة لتحقيق اهدافه، ولا يملك أحد القدرة ليملي عليه ما لا يريد أو فرض وصاية عليه، فهو الأدري بمصالحه وله من الخبرة والتجارب الكثير، ولكننا نملك حق مخاطبة قياداته واعضاءه بالانتباه الى الخطأ الذي يرتكبه بمعاداة القوى السياسية المعارضة للانقلاب، وهو خطأ فادح لا يستفيد منه سوى الانقلابيين واعداء الثورة والفلول، وها هم يتجرؤون باعطاء الضوء الاخضر لاحد كوادرهم القيادية بالعودة للمشاركة في استعادة النظام البائد، وهو المدعو (إيلا) الذي وصل البلاد مستغلا التأييد القبلي الذي يحظى به، مما يعطي مؤشرا واضحا لنوع الخطة التي ينوي النظام البائد والانقلابيون استخدامها لبسط السيطرة على الحكم، وذلك باستثارة العاطفة القبلية واللجوء الى العنصرية البغيضة لتحقيق مآربهم الخبيثة!
* والمؤسف ان تستغل بعض قوى الثورة الموقف المتعنت للحزب الشيوعي لتعمل على اثارة عواطف الناس ضد الحزب بانه خارج عن الملة ووصفه بالكفر والدعوة الى محاربته من هذا المنطلق الذي مورس ضده في منتصف سيتينات القرن السابق وحرمانه من ممارسة حقوقه السياسية، وكرد فعل مضاد بدا بعض المؤيدين للحزب باتهام القوى السياسية الأخرى خاصة حزب الأمة، باستغلال الدين في ممارسة السياسة وخداع الناس، وهى حرب لو استمرت على هذا النحو لن تثمر سوى الخراب للطرفين، بينما يكون المنتصر الوحيد هو النظام البائد المتاجر الحقيقي بالدين والخلافات الاثنية، واعوانه من الانقلابيين واعداء الثورة!
* صحيح أن الحزب الشيوعي يدعو لعلمانية الدولة، وهى ليست كفرا وإلحادا كما يروج البعض والذين يريدون استخدام العاطفة الدينية في اشعال النيران، ولكنها مجرد طرح سياسي لعلاقة الدين بالدولة وليس في ذلك مشكلة.
* كما ان الدولة المدنية الملتزمة بالقضايا الايمانية، كما يدعو حزب الامة وبعض القوى السياسية الأخرى، ليست متاجرة بالدين كما يروج البعض ولا تتعارض مع أطروحات السلام والديمقراطية والحريات المنشودة، بل هي رؤية أخرى لدولة المواطنة، وكلها اختلافات رؤى وأطروحات في أمور لا تستوجب في الوقت الحالي التناحر والتراشق الذي يشعل النيران ويشق الصف ويرجح الكفة للانقلابيين وتجار الدين واعداء الثورة!
* أقولها بصوت عالٍ، إن تقارب الحزب الشيوعي والقوى الثورية الأخرى ومن ضمنها قوى الحرية والتغيير، هو مفتاح النصر ضد الانقلابيين واعوانهم وانتصار الثورة والعبور بالبلاد الى آفاق النجاح!
* أوجه رسالتي لكل حريص على الثورة، وتحديداً لقادة وكوادر الحزب الشيوعي وحزب الامة وتحالف قوى الحرية والتغيير بعدم تصعيد النزاع والقيام بدورهم في إنهاء الخلاف وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة، وزيادة الوعي بضرورة متطلبات المرحلة التي تستوجب تجميد الخلاف على الافكار وتركيز العمل على انهاء الانقلاب واستعادة الثورة وعدم القفز فوق المراحل.
* بإمكان أية قوة سياسية، إذا أرادت، ان تُفرّغ عشرة او مائة من كوادرها للكتابة في الميديا ليل صباح، وبأسماء كثيرة حقيقية ومستعارة، لتشويه صورة الآخرين، وهو عمل لن يخلق بالتأكيد واقعاً جديداً ومغايراً، ولكنه فقط يُعمّق الهوة، ويزيد من صعوبة القضاء على الانقلابيين.
* المطلوب: ممارسة الوعي وعدم اضاعة الوقت في الجدل والصراع، واحترام الآخر باختلافه الفكري او السياسي، من أجل انهاء الانقلاب ومنع عودة النظام البائد، والعبور بالبلد ودولة الوطن والمواطنة الى ضفة الأمان حيث يزجي كلٌ بضاعته وعرضه، ثم بعد ذاك يكون الأمر كله للشعب كاملاً غير منقوص، إن شاء إختار فلانا، وإن شاء عزله !