لماذا نتمسك بالمشاركة في ادارة الانتقال ….

0 77

كتب: مبارك اردول..

.

يشاهد المتابع للشأن السياسي في البلاد اصرارنا إننا نتمسك بالمشاركة في ادارة الانتقال رغم انها قصيرة وحتى اننا غير مفوضين ، وقد يرى البعض هو تمسك بالسلطة او كراسي الحكم او اننا وجدنا حصة في شركة الذهب ونسعى للتمسك بها رغم الامكان.

هذا ليس صحيح وهو تحليل غير دقيق للواقع، إن اهمية الفترة الانتقالية العابرة انها تكمن اهميتها في انها تؤسس لحقبة دائمة تستمر في البلاد وهي الفترة الديمقراطية في أفضل الاحوال، فاذا تركت الادارة فيها لقوى محددة فانها سوف تهندس الحياة السياسية على نسقها واننا سوف نزبح بها حتى يتم سلخنا في الفترة التي تعقبها ، لذلك لا يجب لقوى مدنية او عسكرية تعتقد ان بامكانها تخطيط هذه الفترة بمفردها .

في الفترة الانتقالية ابسط شي ان فيها تصاغ قوانين للتحول الديموقراطي مثل قانون الانتخابات وقانون الامن الوطني وقانون النيابة العامة وقانون الخدمة المدنية وقانون الضرائب وقانون الصحافة والمطبوعات وقانون مفوضية الانتخابات وقانون الاراضي وقانون الحكم المحلي وقانون التعليم ومناهجها الدراسية وقانون الإسكان وقانون الإحصاء وقانون الزراعة والاستثمار والصناعة والبنوك وقوانين أخرى كثيرة تؤثر على حياتنا وحياة أهلنا واقربائنا، فبعد اجازتها سوف تشكل الآليات ويعيين المعنيين فيها لادارتها وتنفيذها وفق تلك الاجازات، فلايمكن أن نكون غياب في عمليات الصياغة والاجازة والتعيين تحت اي دعوى وتعتقد قوى محددة انها يمكن ان تفعل ذلك بمفردها .

اننا خضنا نضال دام لاكثر من ثلاث عقود فقدنا فيه اعزاءنا واقيم ما نملك فلا احد اكثر قوة او بطش من النظام السابق ويعقد بفهلوة يمكنه فعل ذلك، نقول لهم لن ترهبوننا، نحن على استعداد لخوض النضال السلمي بكل الياته وسندفع ثمنه الباهظ شامخي الراس من اجل ان لا تتحكم قوى محددة في البلاد تحت اي دعوى .

مشاركتنا في الانتقال ليس حب سلطة وجاه وانما حماية مشروعة لمصالح السودانيين في المقام الاول ومصالح اهلنا ثانيا وحقهم في التاريخ والحاضر والمستقبل ومن اجل بلاد لا تؤسس على الاختطاف…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.