كورال كابلي وبني كوز

0 81

كتب: فايز السليك 

.

ذات مرة حاول الاتجاه الاسلامي في جامعة الخرطوم اثبات انهم تنظيم لا يقف ضد الفنون كما يزعم البعض.

دعا التنظيم طلاب الجامعة لأناشيد، وهي معروفة مثل أقبل على دربنا لو كنت حيرانا..

أماه لا تجزعي، أنا المسلم.

لكن ذاك اليوم كان غير سابق وتالي الأيام، اذ صعد شاب وسيم الملامح، لا يشبه المجاهدين الغبش باحاهم الطويلة.

ضرب الطالب على اوتار عوده فخرج لحناً يعرفه الجميع.

ثم صدح الشاب بأغنية الكابلي ( اي صوتٍ زار بالأمس خيالي؟

طاف بالافق وغنى للكمال..

اندهشت المجموعة التي سمعت الغناء، لم يصدقوا، هل تم اختطاف اسم بني كوز؟ أيغنون للمرأة وللجمال؟

ولا يزال الحضور بين مصدق ومكذب، علت الابتسامات الشفاه، ثم كانت الدهشة التالية اقوى، تحولت الابتسامات الى ضحكات.. على الضحك.

جاء صوت الكورال (( انه صوتي أنا.. او تدري من انا؟ أنا ام اليوم اسباب الهنا..

لماذا الاندهاش؟ كما تعلمون فالأغنية للمرأة والكورال عند الكابلي نسائي، لكن كان صوت بني كوز رجاليا.

صوت المراة وقتها ( كان عورة).

تخيل الكورال الرجالي يردد ( أنا ام اليوم…

وللمراة قصة؛ فلم يكن مسموحا لها بالترشيح في قوائم الاتجاه الاسلامي لاتحاد الطلاب، لكن عند ازدياد أعداد الطالبات سمحوا بترشيحهن، وطبعا كانت كل قائمة تنشر أسماء،وصور المرشحين والمرشحات خلال الحملة الانتخابية حتى يتم التعرف غلى القوائم.

ولأن وضع الصور النساء محرم، كان الاسلاميون يكتفون بكتابة أسماء الطالبات المرشحات دون وضع الصور.

ولما ارتفع عدد الطالبات في الجامعة، وضعوا وردةً بدل الصورة

وعندما اقترب عدد الطالبات المقبولات في الجامعة من التساوي مع اعداد الرجال قرر بني كوز وضع صور المرشحات منقبات، حتى بلغوا مرحلة محجبات.

قفز الى ذهني ذلك الواقع عند مشاهدتي لموكب الفلول المدعوم والمصنوع، وشاهدت بعضهم يحمل علم السودان مثلما يفعل الثوار، بل كانوا يشغلون غناء محمد وردي، الوطني على غير عادتهم.

لكنهم ارادوا التودد للشارع الذي اطاح ببشيرهم، وهو على السودان نذير.

مثلما كانوا يهتفون بالشعارات على ذات طريقة الثوار، حتى ولو اخرجوا كلمات واستبدلوها بكلمات تخصهم.

بالطبع غناء وردي ليس حكراً على احد، لكن الغرابة ان نسمع غناء وردي الوطني في ذات المنشط الذي يقسم الناس الى مسلمين وكفار، ومن ذات الذين يهتفون ترق كل الدماء، فهل يتساوى غناء وردي المهموم بالحرية والسلام والعدالة مع غناء ( أمريكا دنا عذابها؟ )، وهم الذين هاجموا عرض مسرحية سقوط الباستيل في ثمانينات القرن الماضي، وقصفوا ابوعركي، بالملتوف، وهاجموا مسرحية العاجكو.

غناء وردي في موكب الفلول مثل حكاية الكورال الرجالي ( او تدري من أنا؟.. أنا ام اليوم اسباب الهنا).

إنها المحاكاة، وضعف الخيال وقلة الحيلة وعدم الاتساق من جماعة الاسلام السياسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.