الرهيفة التنقد

0 212

كمال كرار
قالها وهو صارم القسمات تحت نفق الجمهورية وهو يعتلي صهوة تاتشر ومعه ثلة من أبناء قواتنا المسلحة،كانت كافية لردع من أرادوا إجهاض الثورة وقمع الثوار آنذاك ..قالها ورائحة الموت والدم تملأ المكان،ومعناها التحدي .. ومعناها (من ثكلته أمه فليقترب من الاعتصام)..
قالها وكان في الموعد الذي أرادته الثورة حينما اعتصمت أمام القيادة العامة،في 6 أبريل من أجل تأكيد التلاحم،والشعار الخالد (جيش واحد شعب واحد ) ..
قالها وهو واقف كالطود،تندي حبات العرق من جبينه في ذاك النهار،غير آبه برد فعل النظام المخلوع وزبانيته المتربصين والذين يمكن أن يصرعوه برصاصة في ذلك الوقت ..
قالها ولم تمتد يده حتى لشرب زجاجة المياه التي ناولها له بعض الثوار،فالوقت لحماية الثورة لا لشرب المياه ..
وتبوأت (الرهيفة التنقد) مكانها في قاموس الثورة تقول للحاضر والمستقبل أن بالمؤسسة العسكرية ثوار خرجوا من رحم الشعب،ومن أجل الشعب،ضد التسلط والقهر والظلم .
وكان مع محمد جنود وضباط بواسل تصدوا لمليشيات وكتائب الظل حين أرادت فض الاعتصام في ليلة 7 أبريل وما بعدها،قاتلوا وهم على أصابع اليد المئات ممن كانوا يتسلحون بأفضل العتاد،ولكن قلوبهم الشجاعة هزمت الأيادي الجبانة.
ومن أجل الثورة تحملوا الإيقاف عن العمل بعد ذلك،والحبس وأيضا التهديد،وكانوا يعرفون أن موقفهم هذا يؤدي بهم إلي (الدروة)،ولكنهم لم يخونوا قسم الولاء للوطن ..
الآن يكافئهم البعض بالفصل من الخدمة،باعتبار أن هذا إجراء روتيني،ولكنها سياسة الإنقاذ المخلوعة في التخلص من الخصوم.
ونقولها بصراحة إن كانت تهمة (الرهيفة التنقد) مخالفة الأوامر والتمرد على القيادة،فالمكون العسكري بالمجلس السيادي تلصق بهم نفس التهمة،طالما قالوا أنهم رفضوا أوامر البشير المخلوع بقتل المعتصمين .
ونقولها بصراحة أن ثوار ديسمبر لن يقبلوا بإهانة رموز الثورة ..حتى لا تتكرر قصة (جزاء سنمار) في سودان ما بعد الثورة .
والمطلوب أن يحمل على الأعناق في مليونيات لجان المقاومة،ويعود لموقعه معززا مكرما،فالثورة لا تتنكر لأبنائها المخلصين .
ومن المؤسف أن أساطين الدولة العميقة يتم الآن تعيينهم هنا وهنالك،وأن الثوار يطاح بهم عن طريق قوائم الفصل .
وسيقول بعض المندسين على الثورة أن ما جرى شأن يخص المؤسسة العسكرية،وهو شأن يخص الثورة بكل تأكيد ..ولو كنت في موقع الترشيح للمسؤوليات،لاقترحته رئيسا لاحدى المفوضيات المدنية،أو لمنصب قانوني رفيع يناسب مؤهلاته ..
حامد ومحمد وغيرهم سيظلون في دفتر الثورة ..حضورا مهيبا ومقاتلين في سبيل الشعب والوطن …
وبيننا وبين أعداء الثورة حساب عسير (والرهيفة التنقد ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.