يسار في زمن اليمين

0 73
كتب: طلحة جبريل
.
التقيت في “المؤتمر الاندماجي” لفيدرالية اليسار الكثير من الوجوه التي باعدت بيني وبينهم الأمكنة والأزمنة. كانت فرصة سانحة للتذكر.
شاركت في المؤتمر أربعة مكونات هي: “الطليعة الديمقراطي الاشتراكي”، و”المؤتمر الوطني الاتحادي”، و”اليسار الوحدوي” ومجموعة “البديل التقدمي”.
تزامن افتتاح المؤتمر بمركز الشباب في بوزنيقة، مع آخر مباريات المنتخب المغربي لكرة القدم، وشاهد الحاضرون المباراة على شاشة عملاقة. أفاد مصدر مطلع في المؤتمر أنهم حجزوا مركز الشباب منذ مدة طويلة نظراً لكثافة الأنشطة التي تلتئم بداخله، وبالتالي كانت متعذراً تأجيل الجلسة الافتتاحية، التي بدأت بعرض شريط وثائقي.
أثارت اهتمامي لقطات من مؤتمر سابق لحزب الطليعة، عندما كان في قيادته الصديق الرحل أحمد بن جلون.
التقيت بن جلون أول مرة في بداية الثمانينيات. توطدت علاقتنا التي انتقلت من خانة علاقة “سياسي” مع “صحافي” إلى علاقة مع”صديق”.
ترسخت تلك الصداقة إلى أن غادر أحمد بن جلون دنيا الناس هذه، فجر الإثنين الثاني من فبراير 2015 .
هناك الكثير من التفاصيل في كتاب آمل أن يصدر خلال فترة وجيزة بعد أن تأخر كثيراً. اخترت له عنوان “أحمد بن جلون..عبدالمؤمن يتذكر”. أقول، وهناك جدوى من القول، إن أحمد بن جلون كان صديقاً عزيزاً، وأنا شديد الاعتزاز بأنه اختار أن يروي لي ما روى وكل شيء موثق.
أجد لزاماً علي أن أنقل ما قيل، والرجل لم يعد بيننا بأمانة وصدق، حتى لو أثار ذلك هبوباً وعواصف.
أعود بعد هذا الاستطراد إلى مؤتمر فيدرالية اليسار. بدا واضحاً أن المؤتمر كان منظماً مع انضباط ملحوظ للمشاركين . كان شعار المؤتمر”مسارات تتوحد ويسار يتجدد” ظلت القاعة تردد بين الفينة والأخرى شعار “وحدة وحدة يا يسار لتحقيق الانتصار”. رفعت لافتات كتب عليها ثلاث لاءات تقول “لا للاعتقال السياسي، ولا لزواج السلطة والمال، ولا للإفلات من العقاب” .
بعد الإعلان عن الاندماج ، سمعت من مصادر مطلعة داخل المؤتمر أن قيادات الأحزاب الثلاثة ستندمج في مكتب سياسي واحد، في حين سيتم اختيار أحد الأمناء الثلاثة لقيادة الحزب ، أي عبد السلام العزيز وعلى بوطوالة ومحمد الساسي ، هكذا كان ترتيبهم عندما صعدوا إلى المنصة لمخاطبة المؤتمرين .
يأمل الحزب الجديد الذي ، أتخذ من الرسالة رمزاً له” استقطاب جميع تيارات اليسار” على حد تعبير أحد القياديين الذي تحدثت معه تفصيلاً .
أختم وأقول إذا تأملنا خارطة اليسار في المنطقة العربية، سنجد الأمر انحصر في المغرب والسودان، حيث ما يزال الحزب الشيوعي هناك يحافظ على حيويته وتأثيره على مجرى الأحداث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏
عبدالخالق محجوب القيادي البارز الذي جعل من الحزب الشيوعي السوداني أقوى حزب شيوعي في افريقيا والعالم العربي . أعدمه جعفر نميري في يوليو عام 1971

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.