خطبة العار واستفزاز العدالة من داخل قاعة المحكمة..!
كتب: د. مرتضى الغالي
.
خطاب المخلوع في المحكمة (مهزلة كاملة الأوصاف) من مهازل القرن.. وهي ملهاة في تاريخ القضاء.. والله وحده العليم بماذا تسفيد المحكمة من هذه الأكاذيب المتتابعة التي ليست لها سيقان..! ولا ندرى كم من القرون تحتاجه المحكمة للفراغ من اثبات هوية الذين قاموا بهذا الانقلاب.. وكأنه وقع في نيكاراجوا وليس في السودان..! وهو انقلاب معلوم بمجلس قيادته وزبانيته.. وحقيقة توليهم السلطة قسراً وباعترافاتهم خلال ثلاثين عاماً.. وبسردهم للأسباب التبي دفعتهم للانقلاب حقيقة أوتوهّماً..!!
هذا الانقلاب عليه جرائم وجرائر (ليس فيها هظار) تم فيها ازهاق أرواح عشرات الالاف وتشريد الملايين واحراق أجساد واكباد وقرى ومدائن ونهب أموال وحقوق وتدمير مرافق وأصول واغتصابات وتعذيب تقشعر من هوله أجساد الجواميس..! وبعد كل هذا لا تزال المحاكم تستعلم من أفراد هذه العُصبة التعيسة عن الذي قام بالانقلاب..؟!
نحن لا ندري ماذا يدور في هذه المحكمة.. ولكن من المعلوم أن تأهيل القضاء وانتخاب القضاة قد انحدر في عهد الانقاذ الى مدى سحيق من التدني المهني والأخلاقي..! وقد جعلت الإنقاذ كثير من القضاة في عياء وعجز حتى عن تجاوز البديهيات بدرجة يسخر منها باقل الإيادي وهبنقة القيسي..! ولعل قطاع كبير من المواطنين وأهل القانون والمتابعين كان على علم في عهد الانقاذ بما كان يدور في غرفة رئيس القضاء الخلفية المُلحقة بمكتبه (تخرج في كلية القانون قسم الشريعة)..! وهو صاحب التزوير الشهير في سنوات عمره.. وكان في ذات الوقت وهو رئيس للقضاء عضواً في هيئة الرقابة في بنك الشمال ومجلس شؤون التأصيل الانقاذي وهيئة علماء السودان (خيمة العيب المعروفة) وكان قبلها عضواً في مجلس شورى المؤتمر الوطني.. وهو صاحب مشروع (أبقار القضاة) ومنافذ القضائية لبيع اللحوم والبيض والأجبان..!!
هذا الخطاب الركيك الكذوب الذي استفرغه المخلوع من منصة المحكمة خطاب تافه عديم القيمة نعم..ولكنه انتهاك استفزازي لكل التقاليد التي تمتّ للقضاء بصلة.. وهو حقيقة خطاب مستفز للضمير الوطني لأنه للاسف قد نكأ جرحاً غائراً لمن مات احباؤهم ببنادق الانقلاب ولمن تم دفنهم أحياء ولمن شردوا واغتصبوا.. وأحباء هؤلاء ليسوا هم أهلهم واباؤهم أو أبناؤهم.. بل كل الوطن..!!
نحن نقول ذلك لأن المخلوع قال إن انقلاب الانقاذ كان يعامل المعتقلين السياسيين بمبدأ عدم الاساءة إليهم.. وبأفضل من الحكم المدني الديمقراطي..! نعم كانت الانقاذ لا تسئ معاملة المعتقلين.. ولكنها كانت تدق المسامير في رءوسهم وتدفنهم أحياء تحت الزنازين وكانت تغتصب الرجال المعتقلين في الحراسات..!
إنك يا صديقي مهما أوتيت من سوء ظنك بهذا الرجل الكذّاب وجماعته فلن تجد حداً لمبلغ وضاعة الإدعاء الذي يبلغ حد الصفاقة.. ولك أن تتساءل يا صاحبي عن الشئ المزروع في جوفهم مكان القلب والضمير..! ولك أن تسأل: هل تجري في أوردتهم وشرايينهم دماء مثل البشر.. أم مخاطات من القيح والصديد..؟!
هل يظن المخلوع بهذا الكلام السخيف أنه يُعبّر عن شجاعة من خلال الادعاء الكذوب بمسؤوليته عن تخطيط الانقلاب وتنفيذه..؟! أين منك الشجاعة..؟!. إن دماء السودانيين وحقوقهم معلقة في عنقك.. وليست الشجاعة في الكذب والسرقات ونهب مال الدولة والرقص على الاشلاء.. الشجاعة تعنى حفظ الكرامة وصون النفس عن الدنايا ونزاهة الضمير.. لا خيانة الأمانة الكبرى وأكل حقوق الناس وإهدار المسؤولية وأكل الاموال بالباطل واستلام الحرز المسروق والثراء في بلد مفتقر (ولا مش كدا يا وداد)…!!
لا يتوقف قطار التفاهات عند محطة..! فها هو محامي الانقلابات يتغزّل في خطاب العار والأكاذيب.. ويقول ان عهد الانقاذ الاستبدادي افضل من الحكم المدني.. وهو يحاول أن يخفي عفونة مجمّع النفايات بفتيل عطر مغشوش..! فعلاً هذا المحامي هو الأنسب للدفاع عن المخلوع.. وحقاً أن المخلوع هو (الزبون الطبيعي) لهذا المحامي.! فمناصرة الباطل من طبائع بعض البشر والكائنات.. (وتلك خديعة الطبع الليئم).. لهذا تموت حشرة الجُعل بمجرد أن تشم رائحة الورد… الله لا كسبكم…!!