# الديمقراطية_ سد_ نهضتنا
كتبت: رشا عوض
.
عندما تسمع عبارة ” مصر لن تسمح بتهديد استقرار السودان، فاعلم ان المعنى الحرفي لهذه العبارة هو: مصر لن تسمح بنجاح نظام ديمقراطي في السودان، لأن رسالة مصر السياسية في هذه المنطقة هي ان لا سبيل للاستقرار الا تحت سيطرة الانظمة العسكرية، وبالنسبة للسودان فإن ما تريده مصر هو نظام عسكري تابع لها ،نظام منزوع الوطنية وفاقد تماما للرؤية والارادة المستقلة ،نظام ينظر للقضايا السودانية بعيون مصرية ويفكر في حل مشاكل السودان بعقل مصري.
مصر ليست دولة عظمى ولا تملك ترف ان تسمح بهذا ولا تسمح بذاك خارج حدودها التي رسمتها اتفاقية سايكس _بيكو.
عندما كان سد النهضة الإثيوبي حبرا على ورق سمعنا ملايين المرات عبارة مصر لن تسمح! ولكن السد الإثيوبي لم ينتظر سماحا من احد وتحول إلى امر واقع بفضل الارادة الاثيوبية التي توحدت حول هذا المشروع لاهميته الاستراتيجية لاثيوبيا.
نحن في السودان يجب أن يكون بناء نظام ديمقراطي ذي جدوى سياسية وتنموية واقتصادية هو سد نهضتنا الذي نتوحد حوله، وهو كذلك فعلا، إذ لا استقرار في السودان عبر الانقلابات العسكرية التي حكمت اكثر من نصف قرن ولم تورثنا سوى الحروب الأهلية والفقر والهوان.
المغامرات الانقلابية في السودان مهدد وجودي لبلادنا وقد ادرك الشعب السوداني ذلك بوضوح لا لبس فيه عندما خرج إلى الشوارع فجر ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ رافضا انقلاب البرهان .
التدخلات المصرية الانقلابية في السودان لا تحتاج إلى خطاب شعبوي عدائي تجاه الشعب المصري الشقيق الذي يعاني مثلنا وطأة الفقر والدكتاتورية، تحتاج فقط إلى وحدة الصف المدني الديمقراطي السوداني وبلورة خطاب سياسي واعلامي صارم في رفضه للسياسة المصرية في السودان وسد الثغرات التي يتسلل منها العملاء لافساد اي عملية سياسية ديمقراطية في السودان.