محامي الفلول: بلاء زوجة المخلوع من بلاء الأنبياء..!!
حاولت متابعة ردود أفعال الفلول تجاه إدانة زوجة المخلوع وأنا في حالة (حياد سويسري)..! لأرى بتجرّد – كما هو عهدي في كل شأن عام- هؤلاء البشر الذين يتجمعون حول الباطل مثل الضأن أو مثل ذباب حول جيفة؛ هل سيخرسون هذه المرّة ويستمعون للنفس اللوّامة..؟! أم سوف يعمهون في ضلالهم وفق ما هو متوقع منهم بل لأسوأ مما هو متوقع.. وكانت النتيجة المتوقعة: لم يخلف الفلول وعدهم.. لقد تفوّقوا على سوء الظن العريض…!
ومقولة سوء الظن العريض هذه تجعلنا نستعيد ذكرى شهيد الفكر والرجل السوداني الحق “محمود محمد طه” الذي أعطى لهذا الشعب بل للإنسانية في كل دوراتها معنى أن يكون الإنسان أنساناً أودع الله فيه قبساً من روحه.. علاوة على المثال الأوفى في الشجاعة والثبات على المبدأ قولاً وفعلاً..! وأين ذلك من الاخونجية الذي يقومون بانقلاب و(يتباهون به).. ويحتلون مقاعد مجلسه الحاكم ووظائف وزاراته ويتربّعون في القصر الجمهوري…. ثم ينكرون أمام الملأ وعلى قسَم المحكمة أي صلة لهم به… ثم يكذب رئيسهم ويقول إنه مُخطط ومُنفّذ الانقلاب.. وهو (رجل مكري) لم يكن يعلم شيئاً عن الانقلاب ولا عن الدنيا.. استقدمه واختاره صاحب الانقلاب الأصلي (بسبب مزيّة شهيرة يتحلّى بها)… هو يكذب ولا يستحي وهم ينكرون ويتراجفون مع انهم تحت طائلة محاكمة يعلمون إنها سوف تترفّق بهم (ولن يصيبهم منها مكروه).. دعك من أن تعلقهم على المشانق.. (للمشانق يا صديقي رجالها..الذين يزلزلون بالثبات وقارها)..!!
حقاً إن الرجال معادن والنساء معادن كما قال فرح ود تكتوك (فيهن هفوت فيهن لفوت… فيهن حريم فيهن رميم.. فيهن دهب مخزون قديم.. فيهن عقارب في الهشيم..).. وفيهن من يتقلدن الأحجار الكريمة في بيت زعيم الحرامية.. وتلاميذ السودان يجلسون في التراب ويبحثون عن (زير المويه) فلا يجدوه..!!
قلت حاولت أن أرى ردود فعل الفلول تجاه إدانة زوجة المخلوع (مع إرسالها إلى بيتها) في حُكم لطيف مُخفّف بغرامة في طرف محفظتها.. (كأنك تريد أن تعاقب المليادير دونالد ترمب فتحكم عليه بغرامة مائة دولار)..! قلت لعلّي أجد من الفلول أوبة إلى الحق (معقول..!) والإقرار بالجُرم..أو على الأقل الصمت خجلاً من صنائع رمز من رموزهم.. وامرأة تحت ذمة قائدهم ورئيس دولتهم.. فالصمت أولى بمن لا يستطيع أن يقف إلى جانب الحق.. وهذا من أخف أنواع الجُبن و(الرجفيبة).. فلم أجد واحداً من الفلول يطأطئ رأسه..دعك من أن يراجع ضميره (مرة واحدة في حياته) ويبرئ نفسه من القبول باللصوصية ومباركة اكتناز السحت.. أو يقول إن هذه السيدة هزمت (مشروعهم الحضاري) وأساءت إلى سمعتهم (وأين هذه السمعة)..؟!
إن ما ورد حيثيات الإدانة لزوجة المخلوع هي من صميم نهج الاخونجية وعقيدة الإنقاذ.. فهم يتنافسون في وسائل النهب والحيازة الحرام.. فمن منهم لم يستنفع من مال الدولة..أو تأخر في نهب المليارات وحملها إلى بيته (أو سافر بها إلى تركيا) أو أودعها في المصارف الخارجية وقام بتحويل بعضها إلى بنايات وشركات عدادها بالعشرات والمئات..!
لقد رأينا كيف أن شيوخاً ذوي لحي يدافعون عما اكتنزته هذه السيدة ويقولون إنها بريئة والمحكمة خاطئة.. وأن هذه القصور والدثور والمشغولات الذهبية و(الأحجار الكريمة) والأراضي والعقارات والمزارع والفلل والبنايات والمنظمات والسيارات والأرصدة البنكية والشقق والقطع السكنية التي تربو على العد والحصر جميعها من معاش زوجها السابق.. (وهو معاش موقوف لا يجوز استلامه).. والبقية هدية أهداها إليها زوجها الحالي (من حُر ماله)…!!
من هذا الدفاع عن اللصوصية (وهو أسوأ من الجُرم الأساسي) نعطي مثالاً واحداً لشخص ذيّل دفاعه المكتوب بأنه أحمد إبراهيم الطاهر.. (هل هو القيادي الإنقاذي ومحامي الفلول..؟!!) فماذا قال..؟! قال ما يلي: التحية لك سيدتي وللأسد الرابض في السجن أخي رئيس الجمهورية..إن ما تعرّضت له من كيد وعداوة ولؤم في النيابة وفي لجنة التفكيك مرصود عند الله.. وما أصابك مقصود به الإهانة للأخ الرئيس.. أختي الكريمة أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.. فأنت لست امرأة عادية.. وإنما أنت رمز رفيع من رموز حركة التغيير الإسلامي في بلادنا.. فابشري بالنصر إن شاء الله ولو بعد حين وعداوة الأحرار بئس المقتني..! انتهى الاقتباس (أي والله قال ذلك.. صدّق أو لا تصدّق)..!
لقد اتفقت ردود أفعال الاخونجية على أن اخذ المال العام ليس بجريمة وان التعدي على مال الدولة في شريعتهم مباح لهم وحدهم… ولكن للأمانة أني لاحظت في خلفية تعليقاتهم حالة من (الحسد الخفي) والإعجاب الذي لا يُخفي بالفهلوة التي يستطيع بها شخص واحد حيازة كل هذه الثروات والأرصدة والأملاك في زمن وجيز وبتعليلات لا تقف على ساق…. وكأن لسان حالهم يقول لزوجة المخلوع: (لا حوله… دي عملتيها كيف)..؟!!
كيف يا أهلنا الطيبين يبلغ (معاش مجنّد) أو(هدية زوج) هذا المبلغ من الثراء الذي ينافس آل فورد وجيف بيزوس وبيل غيتس صاحب مايكروسوفت.. الله لا كسبكم..!