خبراء مجلس الأمن: مقاتلي الحركات المسلحة والدعم السريع شاركوا في النزاعات المحلية بدارفور
الخرطوم _ السودان نت
حذر التقرير النهائي لخبراء مجلس الأمن المعني بالسودان , من هشاشة الأوضاع الأمنية في دارفور.
وأبان الخبراء أن تنفيذ اتفاق جوبا للسلام بطيئً ومجزأ، وأن الإنجاز الوحيد هو تدريب وتخريج ما يقدر بنحو 2000 من أفراد الحركات المسلحة الدارفورية الذين كان من المتوقع أن يشكلوا جزءً من قوة حفظ الأمن المشتركة، والتي صُممت للجمع بين قوات حكومة السودان والحركات المسلحة , تأخر نشر هؤلاء المتدربين بسبب خلافات حول هيكل القيادة الموحد والتمويل، وتعزي جميع أطراف السلام عدم المواصلة في تنفيذ الاتفاق إلى عدم توفر الموارد المالية .
قال التقرير أن الازمة السياسية علي الصعيد الوطني لا زالت دونما حل وتضررت منها العملية السلمية في دارفور , حيث استمر التدهور الاقتصادي , وأثر تشرذم الجهات الفاعلة السياسية مقترنة بالوضع الاقتصادي , وكذلك الضغوطات الخارجية المستمرة والمتنوعة , علي القدرات المالية والإدارية والأمنية للسلطات السودانية في دارفور , هنالك شعور سائد لدي المشردون داخليا في دارفور أن الاتفاق أدي في الواقع لتفاقم حالتهم ..
أوضح التقرير انخراط قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة الدارفورية الموقعة في حملات تجنيد شرسة ، مع تفاقم الحالة الأمنية بسبب عملية النشر الواسعة النطاق لمقاتلي الحركات المسلحة وأفراد قوات الدعم السريع، الذين غالبًا ما شاركوا في النزاعات المحلية في جميع أنحاء دارفور، الي جانب الانتشار الكثيف للأسلحة والذخائر في أيدي السكان المحليين , وعزت حكومة السودان السلام النسبي الذي ساد إلى اتفاقيات السلام المحلية والمصالحات الاجتماعية , ومع ذلك فقد أكد كثيرون أن هذه الاتفاقات مفتقرة إلى الشرعية وعلى أن من غير المرجح أن تحقق استقرار طويل الأجل .
أوضح التقرير أن أنشطت الارتزاق التي تقوم بها الحركات المسلحة الدارفورية في ليبيا قد غدت أقل ربحا مما كانت عليه في السنوات السابقة بعدما كانت الأعمال التجارية الانتهازية والأنشطة الاجرامية مصدر الإيرادات الرئيسي للحركات المسلحة في ليبيا . وفي المقابل , وفي دارفور أصبحت نقاط المكوس غير القانونية مصدر جديد لتمويل الجماعات المسلحة الموقعة . بينما واصل جناح عبد الواحد نور التربح من مناجم الذهب في جبل مرة ومن الأنشطة التجارية في جنوب السودان .
أشار التقرير الي وجود تقارير غير مؤكدة تفيد بمشاركة حركات دارفورية في الصراع المسلح الدائر في الكونغو , الي جانب تواجد مجموعات عربية سودانية مسلحة بمركبات رباعية الدفع داخل حدود أفريقيا الوسطي لا علافة لها بالحكومة أو المعارضة المسلحة .
خلص التقرير الي ان استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور في مهب الريح بسبب تأخر الانتقال السياسي وتنفيذ الترتيبات الأمنية والنزاعات الداخلية في الدول المجاورة التي تزيد من إمكانية تفاقم التدهور مع قابلية امتداد الصراع الي دارفور . أيضا عودة الحركات الدارفورية ذات الخبرة القتالية والتسليح الجيد من ليبيا يشكل مهدد رئيسي للاستقرار في دارفور والمنطقة . ووصي التقرير بضرورة قيام الحكومة السودانية بتعجيل تنفيذ الترتيبات الأمنية وتوسيع نطاق دعمها للجنة وقف اطلاق النار وتوفير المساعدة الفنية من قبل الأمانة العامة للحكومة السودانية .