فتح باب الترشيح لمنصب الرئيس..
كتب: عثمان ميرغني
.
زمان؛ قبيل انتخابات 2010 التي شاركت فيها كل القوى السياسية، وفي خضم الترشيحات لرئاسة الجمهورية، تشرفت في مرة بلقاء مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في “جنينة الميرغني”، فسألته هل ترشح نفسك لرئاسة الجمهورية، فقال لي (وهل هناك منصب رئيس جمهورية شاغر؟) و ضحك بأعلى صوت..
وطبعاً الإجابة الذكية قصد منها أن الانتخابات تحصيل حاصل، فهي معلومة النتيجة سلفاً، في رئاسة الجمهورية طبعاً لا يتصور أحد أن البشير ينافس على ليحصل على الكرسي الذي يشغله حقيقة..
بعد استقالة الدكتور عبد الله حمدوك يناير 2022، أصبح هناك فعلاً منصب رئيس شاغر ..وخلال الفترة من استقالة حمدوك حتى اليوم ظهرت ترشيحات لعدد مقدر من الشخصيات.. بعضهم رشح نفسه بالأصالة، و البعض الآخر رُشحوا بوساطة أشخاص أو جهات ..
ولأن الأزمة السياسية حبست البلاد في مرحلة البحث عن حل، فلم يكن هناك حماس للنظر في المرشحين المتقدمين، لكن الآن ومع تنامي إرهاصات توافق القوى السياسية على مخرج يسمح تشكيل الحكومة الانتقالية فقد بات مهماً النظر في قوائم الترشيحات لمنصب رئيس الوزراء.
في تقديري، أن النظر لمنصب رئيس الوزراء لا يزال فيه قصور كبير يؤدي لإفشال مهمة الرجل الأول في الجهاز التنفيذي، فمن خلال متابعتي لكثير من المترشحين للمنصب يلفت نظري أن الفهم العام أنه منصب حكومي عادي، ليس مطلوباً فيه أكثر من “رئيس وزراء” يستيقظ صباحاً ليباشر دوامه المعتاد في مكتبه بالصورة الروتينية التي يراها الناس في الإعلام، لقاءات واجتماعات واستقبالات ثم إطلالات إعلامية متباعدة لا تكلف أكثر من العبارات العامة التي لا تجرح خاطر أحد..
وربما مثل هذا المنهج في العمل مقبول في وضع طبيعي عادي، لكن السودان الآن في وضع غير عادي ومقبل على مستقبل غير عادي..
من هذا الفهم فإن أهم معايير رئيس الوزراء أن يكون قادراً على العمل بمنهج التأسيس الشامل، إعادة بناء الدولة، ويتطلب ذلك عقلية قادرة على التفكير النقدي لاستدراك العبر من تجارب 67 سنة ..ومؤهلة لمنهج تفكير بنيوي
Structural في تصميم الحلول.
السودان دولة حالياً –ومؤقتاً- فقيرة وضعيفة لكنها قادرة على الانطلاق بسرعة في سماء النهضة لو أحسن بناء منصة الانطلاق ثم التوجيه، وكل ذلك لا يأتي بالصدفة أو من عقول “أفندية” يحبذون المشي بجوار الحائط..
من الحكمة توسيع الترشيحات لمنصب رئيس الوزراء، فهناك كثيرون جديرون لكنهم لن يتقدموا من تلقاء أنفسهم.. وربما ليسوا في قوائم أصدقاء من بيدهم القلم في اختيار المرشح للمنصب الخطير..