القوات المسلحة المفترى عليها
كتب: الوليد آدم مادبو
.
بات الحديث عن الدمج حديثاً مبهماً لا يعرف ان كان القصد منه “تذويب شخصية الدعم السريع” كجهة اصبحت تجاهر الكيزان العداء (وان كنت لا ارى اختلافاً جوهرياً في السلوك بين الاثنين) ام إنه إجراء القصد منه “تقنين وضع ابناء الهامش” الذين نالوا مكانة استثنائية في وقت وجيز رغم الدروب الوعرة التي شابت ظروف التكوين لهذه القوات.
إن الانصاف للكل يقتضي اعادة النظر في هيكل وبنية وتوجهات القوات المسلحة التي طالما غلبت الانتماءات الشرق اوسطية على حساب الولاءات القومية (فالهرم مقلوب من حيث التضخم في الرتب العليا وضمورها في الرتب الدنيا والبنية غير متسقة بالنظر إلى عدم التناسب بين الفرص المتاحة للترقي والكثافة السكانية لأبناء الاقاليم المختلفة والوجهة غير سليمة)، فهذه القوات رغم ارثها التليد لا تعكس التباين الذي تتسم به الشعوب السودانوية والاخطر إنها اصبحت تمثل لونية ايديولوجية في الثلاث عقود الاخيرة تتنافي وتوجهات الثورة السودانية.
عليه فلابد من منهجية علمية تندرج تحتها عملية الدمج وتؤسس عليها قواعد البناء المهني كي تنال الرضى من الكل ولا تشعر مجموعة إثنية أو قبلية بعينها بأنها مستهدفة فهذا حريّ أن يؤجج العواطف ويلهب المشاعر في غير ما داعي. مثل هذه القضايا الحساسة لا تحتمل المعالجة في خانة الاستقطاب والمناورات السياسية، بل تتطلب الحكمة ومحاولات النظر ببصيرة والتفكير بذكاء في مالات الامور، وهذا ما لا تحسنه اللجنة الامنية. مثل هذه الامور يجب أن يتولاها طاقم كفوء من السياسيين والمدنيين يعكف بهمة على إدارة الامور بروية -حبذا خلف الجدران- ولا يسعى للتظاهر بشجاعة غير مرغوبة إلا في اطرها المسؤولة!