الفساد الفاخر (تاااني) !
كتب الفاتح جبرا:
قرأت الأيام الفائتة فيما قرأت عموداً قوياً للأخ الدكتور مزمل أبو القاسم بزاويته المقروءة (للعطر إفتضاح) بصحيفته (اليوم التالي) بعنوان (عصي على النفي) وقد خصصه لشركة (الفاخر) هذه الشركة التي أثارت لغطاً كثيفاً حولها ، ومن ميزات قلم د. مزمل إنه مباشر و(يطعن في الفيل) بشكل (دوغري ما فيهو لولوة) يقوم فيه بعرض ما يعن له من قضايا بشكل مرتب يجعل من السهل على القارئ فهمها ومتابعتها ، كما أن طرحه دائماً ما تجده خالياً من الهتر والإسفاف مهما جره (الخصم) إلى ذلك وأجمل ما في الموضوع أنو (كان ما مالي أيدو ما بكتب) مما يعني أنه يبذل مجهوداً جباراً في الوصول إلى الحقيقة والحصول على الأدلة والوثائق والإفادات.
وكنا قد كتبنا عن شركة (الفاخر) مقالاً بعنوان (مليونية الفاخر) وذلك حينما رشح في الأسافير منحها ترخيصاً حصريا لصادر الذهب دون أن يتم عرض ذلك في أي مناقصة أو عطاء كما هو الحال في مثل هذه الأحوال ، وقد كنا وقتها نظن أن ذلك الذي رشح في الأسافير قد يكون فيه شيء من الغرض (خاصة وأن المتربصين بالثورة كثر) إلا أن وزارة المالية ما لبثت وقتها أن أصدرت بياناً أكدت فيه (التهمة) في إستسهال بالغ بحجة أن المجال مفتوح لبقية الشركات التي تعمل في صادر الذهب وقد إستغرش الشعب السوداني حينها أيما إستغراش لذلك التبرير العجيب والمنطق الفج فكيف يقوم السيد وزير المالية بمنح شركة ميزة حصرية لإحدى الشركات ثم يعلن (بعد داك) أن المجال مفتوح لمن يريد؟
العبدلله كان يعتقد بأن (القصة وقفت على كده) غير أنه يبدو أن السيد وزير المالية (ما عاوز يجيبا البر) وقد إتخذ من سكوت الشعب على فساده البين الواضح (على الأقل إجرائياً) محفزاً (ليجوط الشغلانة) ويلعب بالمفتشر حيث (كما ذكر د. مزمل) قام بمنح ذات الشركة (دوناً عن شركات السودان) رخصة إحتكارية لتتولى (منفردة) أمر تصدير الثروة الحيوانية والجازولين والبنزين وغاز الطبخ وكمان القمح (فضل بس الهواء) !
الشي العجيب في الموضوع و(عشان تعرفوا البلد دي ضيقة) فقد جاء في المقال المذكور بأن أصحاب هذه الشركة (نفرين) هما من (اصحاب السوابق) وفيشهم (ما نضيف) كما أنهما كانا يمارسان في السابق نشاطاً مشبوها يقومان فيه بأخذ قروض من البنوك ثم يعلنون عن إفلاسهم وقد قاموا بتكرار هذا السلوك الإحتيالي عدة مرات متحصلين منه أموالاً طائلة دون أن يقوما برد ما قاما بأخذه ودون أن يطالهما القانون (شوفتو كيف؟) !
ولكم أن تعلموا يا سادتي أن الإتفاق الموقع مع الشركة يقضي بمنحها حصريا الحق في تصدير 5 (خمسة) أطنان من (الذهب) دون توريد حصائل الصادر للبنك المركزي مما يعني أن تقوم (الفاخر) بشراء كل الذهب الموجود بالسوق مما يعني زيادة الطلب وبالتالي إرتفاع السعر وهذا ما حدث بالضبط حيث صعدت أسعار الذهب والدولار في الأيام الماضية بصورة غير مسبوقة تنذر بشر مستطير وبكارثة حقيقية من شأنها أن تودي بهذه البلاد نحو التهلكة مما يتطلب التدخل العاجل لإيقاف هذه المهزلة المميتة !
شئ مؤسف غاية الأسف أن يتم ذلك في حكومة ما بعد هذه الثورة المباركة بل شئ أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع نحن الذين سلقنا (الكيزان) بألسنة وأقلام حداد وهم يقومون بمثل هذه الأفعال التي يندى لها الجبين .
المشكلة هذا السكوت المريب للسيد الوزير و(للحكومة ذاااتا) التي تطعن هذه الأفعال في ذمتها وتقدح في نزاهتها فعلى الرغم من هذه المقالات النارية و(التحديات) العلنية إلا أن الجميع (خاتين أيدينهم في الموية الباردة) وعاملين طناش ومصهينين رغم فداحة الأمر وجسامة الإتهام وهذه خصلة رذيلة كنا نظن أنها مسجلة بإسم (القوم الفاسدين) !
لقد نوهنا في مقالات عديدة إلى أن عملية (التوزير) في حكومة ما بعد الثورة قد شابها الغموض حيث لم تتبع فيها (معايير) واضحة بل إتبعت فيها قصة (زولي وزولك) و (فلان ده قرأ معاي) وكنا (في البعثة سوا) ، لذلك جاءت حكومة الثورة مقعدة كسيحة ليست بقامة المرحلة الهامة والظروف الموغلة في السوء التي تمر بها البلاد ولأجل ذلك وصلنا إلى ما فيه نحن الآن .
إن على السيد حمدوك (الذي نحترمه حتى الآن) مراجعة أداء هؤلاء الوزراء وعلى رأسهم السيد وزير المالية (الفاخر) والسيد وزير التجارة والصناعة الذي جاء ليتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى (فعلاً لا مجازاً) وكذلك الست وزيرة الخارجية (لبلوغها السن القانونية) !
كسرة :
والله قصة (الفاخر) دي تستحق ليها كسرة لكن الكسرات كترن شديد !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)