جنجويد البرهان
كتبت: رشا عوض
.
سردية البرهان وكتائب الكيزان التي تقف خلفه بقوة هي ان الصراع الان بين خيار دمج الدعم السريع في الجيش وصولا لجيش مهني واحد، وخيار ابقاء الدعم السريع وتحالف الحرية والتغيير معه لهزيمة الجيش، وهذا تدليس كيزاني محض بل كذب صراح!
الصراع هو بين خيارين، الوصول إلى الجيش المهني القومي الواحد عبر عملية شاملة للإصلاح الأمني والعسكري احد اركانها دمج الدعم السريع في الجيش وفق تدابير فنية وتمرحل زمني واقعي، بالتلازم مع أركان أخرى مهمة أهمها تفكيك تمكين الاسلامويين ولا سيما التيار الانقلابي منهم من في مفاصل القوات المسلحة، واستبدال الايدولوجيا الاسلاموية بعقيدة قتالية وطنية ومعالجة الخلل الهيكلي في الجيش بحيث يكون قوميا ترى فيه المكونات الاثنية السودانية المتعددة نفسها والنهوض بقدراته القتالية ومستوى تسليحه وكل ذلك وفق تدابير فنية وتمرحل زمني.
جنجويد البرهان من الكيزان يدفعونه في اتجاه اختزال عملية الإصلاح الأمني والعسكري وهي ضرورة حياة للدولة السودانية في جند واحد هو التخلص من الدعم السريع باعجل ما تيسر لخدمة هدف واحد وهو إزاحة هذا اللغم من طريق انقلاب الكيزان ومن طريق الهيمنة المصرية على السودان التي تعتمد على الجنرالات الموالين من الجيش!
مسخرة حقيقية عندما يتحدث الكيزان ببراءة الأطفال عن أهمية الجيش الواحد ونظامهم هو الذي خلق واقع المليشيات! وادخل الدولة السودانية في حقل الألغام الذي هي فيه الان!
ومسخرة اكبر عندما يردد ادعياء التغيير الجذري حجج الكيزان دون تفكير في دوافعها الحقيقية وهي اعادة حكمهم البغيض بحماية الجيش المؤدلج الذي طرد المواطنين العزل الذين احتموا بمباني قيادته العامة صبيحة فض الاعتصام وتفرج على ذبحهم وحدث ما حدث!
نحن أمام واقع يقول ان عملية بناء جيش وطني واحد لو اردناها بصورة سلمية تحتاج إلى تمرحل زمني في إطار مشروع وطني للإصلاح الأمني والعسكري كجزء من اعادة تأسيس الدولة السودانية، اما تحقيق هذا الهدف بصورة فورية وفي مدى زمني قصير كالسنتين المطروحة من البرهان فمعناه الانزلاق إلى الحرب!
والسؤال المطروح على البرهان في هذا الإطار هو لو كان دمج الدعم السريع أمرا سهلا وبسيطا ، لماذا لم يتخذ هو قرار الدمج في سنتين بمجرد تنفيذ انقلابه المشؤوم في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١؟ أليس البرهان كان حاكما مطلقا منذ الانقلاب وحتى الان؟ الم تقترب فترة حكم البرهان الانقلابي من العامين الان! لماذا لم يدمج الدعم السريع وهو قائد للجيش وحاكم انقلابي ومن ورائه الكيزان وعلي كرتي وصلاح قوش ووو؟ لماذا يريد فرض تحقيق هذا الهدف في هذا الزمن القياسي على الحكومة المدنية المرتقبة؟
وهناك أسئلة للقوى المدنية سوف اتناولها بالتفصيل في المقالة القادمة وهي: هل هناك مشروع للإصلاح الأمني والعسكري بالكيفية المذكورة اعلاه؟ وهل تحقيق ذلك يمكن عبر التحالف مع الدعم السريع الذي لدى قيادته طموح في الحكم استنادا إلى القوة العسكرية؟ كيف السبيل إلى تأمين مخرج آمن من خياري عودة الكيزان انقلابيا وامبراطورية حميدتي التي يسعى اليها؟