لا يمكن لعب كرة القدم في أجواء العنصرية والارهاب:

0 73

كتب: محمد فاروق سليمان 

.

لم اجد تعليق على مباراة الهلال السوداني والاهلي المصري افضل من تعليق د. شداد والذي اعتبر مواصلة الهلال للمباراة في ظل الهتافات العنصرية خطأ، وازيد ان استمرار المباراة مشاركة في هذا الخطأ من لعيبة الفريقين..

العنصرية موجودة داخل اي مجتمع، واظن ان السودانيين قد عانوا انفسهم من عنصريتهم اتجاه بعضهم، حتى لم تسعهم بلادهم بما وسعت، وقد يكون من حسنات هذا الخطاب عندما يكون ضدك ان ينبهك الى سيئات نفسك وقد يكون فيه تكفير عنها وتطهير لها، وبدلا من الاحتماء الفطير بعنصرية مضادة تجاه المصريين، يمكن للجميع السمو على معركة الغباء ضد الغباء وهزيمة العنصرية نفسها، بدل من هذه المعركة التي لن يوجد فيها منتصر.

الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص كالرياضة الاكثر شعبية في العالم، واحدة من اهم الادوات التي وحدت الوجدان الانساني، وجعلت ليس قبولنا ببعضنا وحده ممكنا، ولكن قبول الهزيمة نفسه جميلاً يستحق التشجيع، ومن صميم المستديرة كما النصر، كما لم تنفصل ابدا عن السياسة فعندما خسرت الارجنتين حرب الفوكلاند، استطاع شعبها ترميم طعم الهزيمة في مباراة كاس العالم امام منتخب انجلترا، والتي كانت جولة اخرى للحرب دون خسايرها الدامية، لكنها لم تخرج عن كونها مباراة لكرة القدم قبول اللعب فيها قبول بالاخر واحترام له يقوم على الندية، وليس دولة منتصرة واخرى مهزومة، انتهت بينهما الحرب يوم انطلاق صافرة لعب المباراة وليس بنهايتها، وقد ساهمت الرياضة باشكال مختلفة في التعريف بالشعوب وثقافاتهم، وهو الشيء الذي لا ظن ان السودانيين والمصريين يحتاجون فيه لكرة القدم حتى يتعرفوا علي بعضهم، وان صار فرصة ليكشفوا عما أسوا ما فيهم: هذه العنصرية التي لم يتبقى غيرها لشعوب لم تعرف ان تحب اوطانها الا بكره غيرها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.