بص البرهان: بكرة الركوب مجان!
كتب: فايز السليك
.
في زمن ماضي، على أيام البصات ( اللواري، أو السفنجات) كان صاحب البص يكتب جملاً؛خلف التندة الفاصلة بين السائق والركاب، و لا تخلو تلك الجمل من عناصر الدراما من تشويق واثارة؛ مثل جملة (( طالع من بيتكم زعلان تلقى الفرح وين؟)). (( خطاباتي البوديها تقول لا بتمشي لا حاجة)).
لكن من أشهر الجمل المشوقة (( بكرة الركوب مجان))، وهي جملة خادعة، حيث تأتي يومياً الى البص ظناً أن بكرة ( وصلت)) فتمتطي البص فتجد ذات العبارة ( بكرة الركوب مجان)).
وهكذا دواليك، وتستمر الحكاية دون الفوز بالتذكرة المجانية.
هكذا شأن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، منذ انقلابه المشؤوم، ظل يوزع الوعود التي لا تأتي.
تشكيل حكومة ومجلس تشريعي في نوفمبر ٢٠٢١، واكمال كل مؤسسات الحكم الانتقالي.
وبعد فشل الانقلاب لجأ الى حيلة (( الوفاق او الاجماع)) وهو يعرف أن هذا من سابع المستحيلات؛ لا سيما وأنه يقصد بالوفاق اغراق العملية السياسية عبر ضم المؤتمر الوطني وفلوله، وجماعات السلعلع السياسي!.
دخل في تفاهمات مع الحرية والتغيير وتعهد بعودة الجيش الى الثكنات، لكنه يشترط (( الاجماع)).
ثم حوصر الرجل بالمواعيد؛ فمرت كذبة أبريل، ثم السادس من أبريل، فهل يصدق في الحادي عشر من أبريل؟؟.
لا يوجد سبب يجعل القوى السياسية تثق في البرهان، فهي تخرج من الشارع فتلقى السند وين؟، بل كأن اتفاقاتها ( لا بتمشي لا حاجة)، أو أنها في انتظار الغد لتأتي القوى السياسية لركوب البص، فتجد ذات عبارة الأمس بكرة الركوب مجان!.