فلنكن شعباً واحداً يكون جيشاً واحداً:
كتب: محمد فاروق سليمان
.
والله لا يُخشى على السودان من المفترس الذي يطلق الرصاص، فهذا قد واجهه السودانيات والسودانيين عُزَّل.
لكن يُخشى على البلاد من المفترس الذي سيطلقه هذا الرصاص في حياتنا اليوم وغدا وداخل كل بيت حتى بعد ان تتوقف زخات الرصاص ويسكت صوته: فليست هذه الارواح التي صعدت لبارئها وحدها تموت، ولكن موات الانسان فينا ونحن احياء هو الهلاك، وليس دمار البيوت وحده هولها، ولكن الهول ان لا يحتمل غير كفن، (ان وجد)، من لم يحتملهم معا وطن،
فالاوطان تبنى على فضائل النفس ومكارم الخُلق وصلاح الخَلق، وليس على حروب عدمت النبل في كل اوجهها، ولم تعرف الشجاعة الا في بذل الحياة لا فدى الحياة، حروب يتنصل الجميع عبرها مما كسبت ايديهم مثل كل حرب كتبت علينا، لتهدد طلب العدالة وتهد اساس الحكم كما في كل حكم سبق.
انتصروا في حربكم انتم على هذا الوحش داخلكم، ولا تعينونه داخل اي منكم، كيفما عبأته رصاصة الحروب، تراصوا في حربكم هذه وتواصو بالصبر وبالحق، فالشعوب تولد ايضا من رحم الخطوب برباطة جأشها والعزيمة والاصرار على غلبة الخير حتى فيما هي مكرهة عليه، لا يغادرها الانسان وان غدرتها الحرب. نكون الشعب الواحد كما لم نكنه قبل.