السودان ..ماذا حدث ..ولماذا حدث

0 96

كتب: طلحة جبريل

.

في صيف عام 2021 كنت في الخرطوم، وبدت لي البلاد وقتها تتجه نحو كارثة، تحدثت يومها لقناة تلفزيونية وإحدى الصحف، وقلت حرفيا بأن “الوثيقة الدستورية” التي أضفت شرعية على هؤلاء الذين يدمرون السودان الآن، خطأ كبير وهي ستقودنا نحو الكارثة، وقلت كذلك وإلى نظام شمولي الأسوأ في تاريخ السودان وإلى صراعات مدمرة، وهذا ما حدث بالفعل. كنت وما زلت أعتقد أن تحالف”الحرية والتغيير” الذي افترض أنه يمثل الجانب المدني، أرتكب خطأ قاتلاً عندما قبل تشكيل”مجلس سيادة” (بمثابة رئيس الدولة) من جنرالات اللجنة الأمنية لنظام عمر البشير.
كان من رأيي تسليم المطلوبين لمحكمة الجنائية الدولية بسبب مذابح دارفور فوراً بعد سقوط نظام البشير، لكن بعض هؤلاء أصبحوا في موقع القرار بل أضحت طموحاتهم البقاء في السلطة إلى الأبد.
كان يفترض كذلك الذهاب إلى”العدالة الانتقالية” لمعرفة من الذي قتل ولماذا قُتل، أو الذي عذب ولماذ فعل ذلك.وبشأن موعد تحديد موعد للإنتخابات، كان رأيي أن يحدد عبدالله حمدوك رئيس الحكومة المدني آنذاك موعداً للإنتخابات منذ اليوم الأول الذي تولى فيه المنصب، وظني الشعوب لا تعرف قيمة الديمقراطية وتتقنها حتى تمارسها ولا توجد ديمقراطية خارج صناديق الإقتراع. لذلك أعتذرت وقتها عن تولى منصب مستشار رئيس الحكومة في الإعلام.
ولفهم ما يجري حالياً حري بنا العودة إلى سقوط نظام البشير الذي هيمن عليه”الإسلاميون”،إذ اندلعت ثورة الغضب في ديسمبر 2018، واستمرت حتى أبريل 2019 حيث أجبر البشير على التنازل، بعدها تولى الفريق أول (الجنرال) أحمد عوض ابن عوف الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في آخر فترة حكم البشير. شغل ابن عوف منصب رئيس الجمهورية ليوم واحد فقط في 11 أبريل 2019، وكان اقتراح توليه الرئاسة مؤقتاً، استناداً لتجارب سابقة ، إذ إن الفريق إبراهيم عبود تولى الحكم بعد سقوط نظامه في أكتوبر 1964والتزم بإجراء انتخابات وذلك ما حدث، وتكرر الأمر نفسه عندما اندلعت انتفاضة غضب ضد جعفر نميري وسقط نظامه في السادس من أبريل 1985 وتولى الحكم مؤقتاً المشير عبدالرحمن سوار الذهب، وبدوره أوفى بوعده بتنظيم انتخابات خلال سنة واحدة، وهذا ما حدث، لكن في شأن ابنعوف، بادر الفريق عبدالفتاح البرهان وهو من صنائع البشير ، إلى إقالته بعد يوم واحد فقط ثم قاد البرهان إنقلاباً على الحكومة المدنية في أكتوبر 2021، وها هو بعد أن إنقلب على حليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) يدفعان البلاد إلى أتون حرب ضد الحياة المدنية برمتها.
نواصل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.