تقرير عن مجازر مدينة الجنينة في الفترة من 24 أبريل حتى 12 يونيو2023
بسم الله الرحمن الرحيم
سلطنة دار مساليت
تقرير عن مجازر مدينة الجنينة في الفترة من 24 أبريل حتى 12 يونيو2023
شهدت سلطنة دارمساليت في الفترة من شهر أبريل حتى يونيو 2023 سلسلة من الهجمات الدموية الممنهجة التي شنتها قوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد، والتي تهدف للإبادة الجماعية والتطهير العرقي بأسلوب عنصري ضد المدنيين الأفارقة.
هذا التقرير يوضح بالتفصيل عن ضحايا هذه المجازرمن حيث عدد القتلى والجرحى وتدمير البنى التحتية خصوصاً القطاع الصحي، وبالفعل تم تدمير جميع وحدات مستشفى الجنينة التعليمي ونهب مخازن الدواء الدوارو الصيدليات وبعض الأدوية تم حرقها داخل المخازن وتم الاعتداء نهب وحدات الهلال الاحمر العاملة في اسعاف وإجلاء المصابين وكل هذه الأساليب أثرت بصورة كبيرة على العملية العلاجية بالنسبة للجرحى ومرضى جميع الأمراض المختلفة وحرق المنازل وتدمير ومصادر المياه والإنتاج، فضلاً عن الحصار المفروض على مدينة الجنينة ومحلياتها وجميع الطرق التي تربطها بالمناطق الأخرى وولاية وسط دارفور والطريق الرابط بين مدينة الجنينة ومدينة أدري التشادية.
إندلعت أحداث مدينة الجنينة صباح يوم الإثنين الموافق 24/أبريل/2023 عندما نصبا مليشيات الدعم السريع كمينا لقوة تتبع للجيش كانوا في طريقهم الى مقر القوات المشتركة السودانية التشادية في الناحية الغربية من مدينة الجنينة بالقرب من جامعة الجنينة، بعد فترة وجيزة من انسحاب القوات المسلحة من موقع الحدث شنت مليشيا الجنجويد وقوات الدعم السريع هجوماً على سكان احياء الجبل معسكرابوذر بصورة عنيفة الذي سقط جراء الدموي عشرات القتلى ومئات الجرحى، وفي اليوم التالي الثلاثاء 25 أبريل واصلت قوات الدعم السريع ومليشياتها هجومها العنيف على حي الجبل والثورة والبحيرة والتضامن وعدد كبير من مراكز إيواء النازحين ابان احداث كريندنق الاولى والثانية واحداث الجبل الاولى والثانية والثالثة الذي احتموا في المؤسسات الحكومية كمراكز إيواءً لهم وقد حرقها جميعا و قُتل عشرات من المدنيين ومئات الجرحى.
وفي يوم الأربعاء 26 أبريل 2023 اقتحمت مليشيا الجنجويد وقوات الدعم السريع السوق الكبير لمدينة الجنينة وتم نهبها كلياً ونقل السلع المنهوبة خارج الولاية، وهذه السوق يعتبر هو الوحيد الذي يشمل محال تجارية ومخازن ضخمة يعتمد عليها سكان ولاية غرب دارفور والجارة الشقاقة تشاد و دولة غرب افريقيا ونتيجة للدمار الكبير الذي وقع على السوق صارت مدينة الجنينة خالية من السلعة الغذائية مما ادي الي شبه المجاعة.
وفي الهجوم الثالث لقوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد الذي صادف يوم الخميس الموافق27 أبريل2023 تعرضت مجموعة من أحياء مدينة الجنينة (الجبل،التضامن، الثورة ،البحيرة، الزهور، المدارس، المجلس والمنصورة ) و في هذا الهجوم قُتل أكثرمن مئات مواطن ومئات الجرحى وتم حرق العدد المتبقي من مراكز إيواء النازحين والاستهداف المستمر للمواطنين في الطرقات عبر القناصة من المناطق المرتفعة و أصبحت المدينة محاصرة بشكل كامل.
شهد شهر مايو أعنف الهجمات والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. وفي يوم الجمعة الموافق 12 مايو 2023 هاجمت قوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد ذات المناطق المذكورة في الهجوم السابق من جميع الاتجاهات بما فيها أحياء المدارس وغابات الهشاب ومعسكر قلاني للنازحين في الجزء الشمالي الغربي من المدينة ،وقع عشرات القتلى ومئات الجرحى مع نهب وحرق المنازل ، علما بان القوات المسحلة لم تتدخل الحكومة لحماية المدنيين وظلت متمركزة في الفرقة15مشاة، وفي يوم السبت الموافق 13 مايو 2023 تعرضت أحياء غابات الهشاب المتاخمة لحي المنصورة لهجوم عنيف من مليشيا الجنجويد مسنودة من قوات الدعم السريع وقُتل فيها عدد كبير من المدنيين وعشرات الجرحى مع نهب الممتلكات وحرق البيوت.
وتولى الهجوم في اليوم الأحد 14 مايو 2023 حيث استهدفات مليشيا الدعم السريع مراكز الايواء والاحياء بالمدافع الثقيلة( كاتيوشا، مدفع120 ،82، 60-75، مضادات الطيران الأرضية التي تُعرف بالثنائي والرباعي بالإضافة إلى مدفع B10، وآر بي جي والراجمة) معظم مناطق مدينة الجنينة وشملت أحياء(الجمارك والبحيرة والثورة والتضامن والمدارس والمنصورة والغابات والمجلس ومركز إيواء داخلية الزهراء الجامعية ومركز إيواء مدرسة القديمة والجبل بكل مربعاتها) في هذا الهجوم سقط أكثر من مائة قتيل من المدنيين من بينهم الأطفال والنساء والمسنين.
وفي يوم الأحد 21 مايو2023 فهاجمت قوات الدعم السريع المتمردة حي الجمارك وتم حرق مركز إيواء وزارة الزراعة للنازحين بصورة كاملة ، قتل عدد كبير من النازحين وسقوط عشرات الجرحى. وبعد مرور يومين فقط من هذا الهجوم جددت قوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد هجومها على حي الجبل مربع 5 و في يوم الأربعاء الموافق 24 مايو2023 قذفت داخلية الزهراءبالمدفع82 ، 60-75 وآر بي جي) وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى.
ومع تدهور جميع القطاعات الحيوية المتمثلة في القطاع( الأمني، الصحي والإنساني) استمرت هجمات قوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد يوم الأربعاء 7 يونيو 2023 احياء (الجمارك، الجبل مربع 5،2، الثورة، التضامن والبحيرة والزهور) ووقعت فيها جميع أشكال الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وإقتياد أسر بأكملها إلى أماكن غير معلومة مع سقوط القتلى والجرحى، وفي اليوم التالي 8 يونيو2023 أطلقت قوات الدعم السريع عدد من القذائف آر بي جي ومدفع 82 سقطت في مراكز إيواء النازحين وقُتل عدد من الأطفال والنساء. وفي صباح يوم الجمعة 9 يونيو 2023 تعرض حي الجمارك، الجبل مربع 5,2 والثورة لهجوم من قبل المليشيا. حيث حدثت مجزرة كبيرة على مواطني حي الثورة والتضامن و الزهور مع حصار تام وهناك عدد من الأسر لم ينجي منهم احد، ومازالت هنالك جثث ملقاة على الطرق في المنازل؛ لم يتكمن المواطنين من التحرك لمواراتها الي يومنا هذا.
وفي يومي الأحد والإثنين الموافق 28-29 مايو2023 امتدت هجمات مليشيا الجنجويد وقوات الدعم السريع في منطقة مستري التي تقع جنوب غرب مدينة الجنينة على بعد 42 كيلومتر و التي اسفرت عن مقتل العشرات ومئات الجرحى وتهجير كامل لسكان المنطقة إلى دولة تشاد.
وفي يوم 12 يونيو2023 قذفت مليشيا الدعم السريع والجنجويد أكثر 36 قذيفة من مدافع(82، 75- 60 ,راجمة 12 ماسورة) في احياء الجمارك والمدارس والتي تُعد أكثر الأماكن اكتظاظاً بالنازحين مما ادى الي مقتل 20 شخص و جرح ما لايقل عن 45 شخصا
في يوم 14 يونيو2023 تعرضت احياء الجمارك، المدارس والمنصورة لهجوم عنيف من قبل مليشيا الجنجويد والدعم السريع مما ادي الي مقتل المئات وعدد كبير من الجرحى ،كما اقتحمت المليشيات العيادات التي تقدم الخدمات الاسعافية للجرحى الامر الذي اسفر الي مقتل العشرات الذين كانوا يتلقون العلاج . وظل هذه الانتهاكات لم تسلم كل احياء مدينة الجنينة من القتل والنهب والاغتصاب والاختطاف والاختفاء القسري وفي صعيد متصل كان الوالي الجنرال خميس عبدالله ابكر في زيارة رسمية لقيادات قوات الإحتياطي المركزي بغرض التنسيق لإجلاء الجرحى إلا انه تعرض لعملية الخيانة وتم تسليمه من قبل قيادة الإحتياطي المركزي الي قوات الدعم السريع والتي بدورها قامت بتصفية الجنرال وحرسه والتمثيل بجثثهم.
بتاريخ 15 يوينو 2023 بعدما إشتدت الهجمات والحصار على كل احياء الجنينة تجمع جزء من المدنيين في غابات الهشاب جوار حي المنصورة بغرض اللجوء إلى دولة تشاد بحثاَ عن الامان لحماية ارواحهم ، لكن تم التعدي عليهم بصورة وحشية من قبل مليشيا الدعم السريع والجنجويد و تم قتل وجرح وسلب الممتلكات الا ان قوات شرطة الإحتياطي المركزي ايضا تورطت هي الاخرى بالتعدي على الاشخاص الذين حاولوا الفرار بنهب ممتلكاتهم ومتسببا بالاذى الجسيم. ،حيث قامت مليشيا الجنجود بإيقاف الفارين من النساء اللواتي يحملن الاطفال واجبارهن بإنزال الاطفال و فرزهم على اساس النوع وتصفية الذكور منهم.
بينما لم تتوقف إعتداءاتهم على الاشخاص الذين حاولوا الفرار من الجينية إلى تشاد حيث تعرضوا لأسوأ انواع جرائم ضد الانسانية من القتل والتطهير العرقي وجرح وسلب الممتلكات وإتلاف بعض الاغذية التي كانوا يحملون معهم وخلف هذه الاعتداءات عدد كبير من الموتى والجرحى على امتداد 27 كيلومتر، و مازال هنالك الالاف من الجثث و الجرحى ملقاة على الطرق الداخلية و المنازل بالجنينة بالاضافة الي الطرق الرابط بين الجنينة ومدينة ادرا تشاد.
والجدير بالذكر إن أحياء الجبل مربعات(1،3،6) وأم دوين والنسيم و دونكي 13 فريق الامير مسار غرب الاستعاد و قرية جكري وجربي و اربوكني (ام قرى ) تُعد المعاقل الرئيسية لمليشيا الدعم السريع ونقلت إليها كل المنهوبات.علما بان مليشيا الدعم السريع بالاستهداف الممنهج بصورة إنتقائية (مستهدفاً الإثنيات الأفريقية) في أحياء الشاطئ ،الامتداد ،السلام، النهضة، الرياض، الكفاح و ام دوين؛ مما أدى إلى نزوح الأسر المستهدفة إلى حي المدارس و اردمتا بحثاً عن سلامة أرواحهم، وبهذا الوصف المروع أصبحت مدينة الجنينة من المناطق المنكوبة وأسخن البقاع في السودان والإقليم.
و لتدهور الوضع الأمني بمدينة الجنينة مع الإنتشار الواسع للقناصة على أسطح المنازل والأماكن المرتفعة من كل الاتجاهات ومع انضمام قوات الاحتياطي المركزي الى صف مليشيا الدعم السريع أصبح حال المواطنين في مدنية الجنينة يواجهون مصير مجهول من حيث فقدان الامن، الماوى، الغذاء والعلاج .
من أفرزت هذا الوضع الكارثي:
– انعدام الأمن تماماً وغياب سيادة الدولة؛ مما أدت إلى مقتل أكثر من 5000 شخص وما لا يقل عن 8000 جريح
– فرار مئات الالالف من المدنيين الى الحدود التشادية سيرا على الاقدام.
– حرق وتدمير جميع مراكز إيواء النازحين البالغ عددها (86).
– حرق وتدمير معسكرات النازحين أبوذر ومدينة الحجاج وكريندنق بصورة كاملة و معسكر قلاني.
– نهب وحرق قصر سلطنة دارمساليت و قتل الامير ابو/ طارق عبدالرحمن بحرالدين الأخ الأكبر لسلطان دارمساليت.
– حرق أحياء (الجبل مربع2، 3، 6، 7، 8،11، 12، 13، 15، 16،حي الثورة، التضامن، البحيرة، الزهور، المجلس، حي المدارس، دار النعيم، دونكي13، النهضة، المنصورة، غابات الهشاب، المستقبل).
– حرق قرى ومدن (مولي، قوكر، هشابة، مسترى، تندلتي، هبيلاكناري ونوجر).
– نفاذ المواد الغذائية
– تدمير مصادر المياه.
– انعدام الأدوية المنقذة للحياة وتوقف العمليات.
– لجوء سكان مناطق( الجنينة، تندلتي انجمي نجرو ميلبدة مسترى ترتيبة كنغوحرازة بيضة جزء من سكان هبيلا قبي فوربرنقا اديكونق، مجمرة ، هبيلاكناري)
– حصارمحلية سربا كرنيك هبيلا فوربرنقا
– نهب سوق فوربرنقا باكامل
– حرق ما يقارب1000 منزل في فوربرنقا
– وفاة معظم المصابين بالأمراض المزمنة ولاسيما مرضى الفشل الكلوي؛ بسبب تدمير مركز غسيل الكلى بمستشفى الجنينة التعليمي.
– ظهور أمراض وبائية مثل الحصبة والإسهالات المائية وسوء التغذية؛بسبب الاكتظاظ السكاني واجهاضات الحوامل؛ بسبب قذائف المدافع.
– قطع شبكات الاتصالات وتدميرها من قبل مليشيا الدعم السريع لتعتيم جرائمه
– استهداف الرموز الإجتماعية والأهلية والسياسية والمثقفين مثل( أئمة المساجد،قادة الإدارة الأهلية ،المحامين ،أساتذة الجامعات ،الأطباء وتم تصفية البعض منهم بصورة ممنهجة).
– نهب جميع مقرات المنظمات الدولية والوطنية في مدينة الجنينة.
– تدمير البنى التحتية لمؤسسات الدولة الرسمية( مستشفى الجنينة التعليمي،مجمع السلطان الطبي ،رئاسة الجهاز القضائي، رئاسة الشرطة، النيابة العامة, وزارة المالية , الثروة الحيوانية , الصحة , امانة الحكومة ، ادارة الجمارك و جميع البنوك ….)
– نهب و تخريب وحرق سوق الجنينة
توصيات:
1- التدخل الدولي العاجل والفوري لحماية المدنيين من أعمال العنف.
2- اغاثة المنكوبين بتوفيرمواد الغذائية والإيوائية والدوائية.
3- إجلاء الجرحى إلى مكان آمن لتقي العلاج.
4- توفير الحماية لرفع الجثث موارتها.
5- تقديم قادة مليشيا الدعم السريع على راسهم اللواء عبدالرحمن جمعه تبارك الله والجنجويد الى العدالة
6- تقديم قادة الاحتياطي المركزي إلي العدالة الدولية.
7- وضع سلطنة دارمساليت تحت الوصاية الدولية.
التاريخ: ٢٠٢٣/٦/١٨م