الخارجية السودانية رسميا: لن نلتزم بمخرجات اجتماع الآلية الرباعية للإيقاد

0 50

تقدير موقف

السودان نت
في بيان رسمي، اعترضت حكومة السودان على دعوة وزير خارجية كينيا لوزراء خارجية الآلية الرباعية لعقد اجتماعهم الأول، اليوم الاثنين 19 يونيو، وقالت في بيان لها “أن السودان غير معني بمخرجات هذا الاجتماع وأنه لا يزال في انتظار رد من رئاسة الإيقاد حول اعتراضهم على رئاسة كينيا للآلية، ومطالبتهم بمواصلة جنوب السودان رئاستها”.
تعليق
– في القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع , وظفت مؤسسات الدولة كأدوات صراع بين الطرفين , وصارت تعبر بالكامل عن الجيش وعناصر النظام القديم , وذلك بحكم تقلد عبد الفتاح البرهان لرئاسة المجلس السيادي بصفته العسكرية ,القائد العام للجيش , ومنذ بداية الصراع , لجأ البرهان وعناصر النظام القديم المسيطرين على جهاز الخدمة المدنية والعسكرية , الى توصيف الصراع كتمرد مسلح ضد الدولة , والعمل على استقطاب الدعم الإقليمي والدولي ومنح حربهم الشرعية الكاملة ,على الرغم من قانونية قوات الدعم السريع ودستوريتها , ووجود قائدها العام حميدتي في الموقع الثاني لرئاسة الدولة .
– تحفظات الجيش على رئاسة كينيا للآلية الرباعية مبعثه تصريحات وزير الخارجية الكيني حول الصراع في السودان الذي وصفه بانه قتال بين جنرالين، الوصف الذي اثار حفيظة الجيش على الرغم من واقعيته ومصداقيته، ومخاوفهم حول حيادية كينيا واللجنة الرباعية التي تتكون من كينيا واثيوبيا والصومال وجنوب السودان.
– يهدف المتنفذين في قيادة الجيش، بالتعاون مع المسيطر على وزارة الخارجية القيادي الإسلامي علي كرتي، بهذه السياسة، تجريد الدعم السريع من أي شرعية إقليمية أو دولية، وإغلاق الباب أمام مشروع الحل السياسي المنتظر تقديمه عبر منظمة الإيقاد وفق تصريحات سابقة لعضوية اللجنة، الرفض الحاد من وزارة الخارجية يتسق مع الدور الذي ظلت تقوم به منذ بداية الصراع، ومع مجهودات المبعوث الخاص للبرهان “الحاج دفع الله ” التي تكشف عن سيطرة الإسلاميين على وزارة الخارجية وتوظيفها في معركتهم ضد الدعم السريع. لكن الآونة الأخيرة شهدت ارتباكا شديدا للدبلوماسية السودانية، بمجموعة من المطبات، التي عقدت الوضع مع السعودية ومبادرتها في منبر جدة عندما دعيت انقرة لتح طاولة جديدة للتفاوض ، وممارسات أخرى أدت الى تأزيم الوضع مع إثيوبيا وكينيا، وبقية دول الإيقاد.
خلاصة
اعتراض الخارجية على رئاسة كينيا للآلية الرباعية يعني ضمنيا مقاطعة السودان للمجهودات الافريقية، وتأخير خطوات الحل السياسي الذي يتوافق مع استراتيجية دعاة الحرب واستمرارها، وعلى رأسهم عناصر النظام القديم والإسلاميين الذين يراهنون على تصفية قوات الدعم السريع عبر سلاح الزمن والحروب الاثنية و شيطنة الدعم السريع أمام المجتمع السوداني والدولي. يرجح تمسك الإيقاد بقرارات قمتها الرئاسية، الأمر الذي سيضع السودان أمام خيارين، الإذعان والتعاون مع الالية الرباعية أو المقاطعة والعزلة الافريقية والدولية مما يعني استمرار الحرب وترجيح كفة دعاة الحسم العسكري على حساب الحلول السلمية ، وقد يؤدي اتساع الهوة بين الإسلاميين والبرهان في تباينهم المعلن حول الحل السياسي الي ظهور قيادة عسكرية جديدة بسيناريو يبعد عبد الفتاح البرهان عن القيادة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.