هل من استراتيجية جديدة للأمم المتحدة لعون السودان؟

0 47

كتب: فايز الشيخ السليك

.

يحتاج الوضع الإنساني في السودان الى تبني استراتيجية خلَّاقة ( للتنمية المستدامة والحكم المدني).
فبدلاً من تركيز المجتمع الدولي على حشد المال من اجل تقديم الاغاثة العاجلة المتمثلة في سياسة توزيع الغذاء والدواء، يجب أن يعيد النظر باعتماد منهج ( نقل المدينة الى الريف).
بالطبع يقع العبئ الأكبر على عاتقنا كسودانيين؛ ويتطلب هذا الأمر إعمال الذهن والتفكير خارج اطر التفكير التقليدية، وأن نبادر بالتواصل والتنسيق مع المجتمع الدولي من أجل تدشين استراتيجية للتنمية المستدامة؛ تُبنى على ثلاثة أعمدة.
أولاً- توجيه العون المادي الذي تسعى الأمم المتحدة لتوفيره إلى دعم المشاريع الزراعية،
وذلك عبر توفير الأسمدة، الوقود وكل مدخلات الإنتاج التي يحتاجها بدرجة قصوى المزارعون والمنتجون في مشاريع الري الانسيابي والمطري في الجزيرة، سنار، النيل الأزرق، القضارف، كردفان، الرهد، الدندر، حلفا… الخ ( بالتركيز على المناطق الواقعة خارج دائرة الاقتتال) ، هذا موسم زراعة الذرة، السمسم، الدخن.
كما لا يجب أن نسقط من حساباتنا دعم البساتين في مناطق الشمالية، ونهر النيل، وكسلا حيث انتاج الخضروات والفواكه.
يجب ان يكون موضوع انقاذ الموسم الصيفي الحالي أولويةً قصوى حتى نتفادى مجاعة متوقعة.
إنّ نجاح الموسم الحالي سيوفر ملايين الأطنان من الحبوب لدرجة تمكن المنظمات مثل برنامج الغذاء العالمي من شراء الحبوب مباشرةً من المزارعين بأسعار محفزة، على ان توزع المنظمات الحبوب على السكان الموجودين داخل دائرة الحرب.
ثانياً- تشييد مراكز إيواء للنازحين على شكل قرى سكنية جديدة؛ على ان يتم تشييد القرى على نظام حديث يتم عبره توفير الطاقة الشمسية، المياه النقية، الصرف الصحي، وأن تتحول هذه المراكز الى أحياء منتجة عبر تمليك وسائل انتاج ومشاريع صغيرة، ثم خلق بيئة صحية للتعليم، الصحة، وتفعيل منظمات المجتمع المدني للتنسيق والتشبيك مع المظمات الدولية.
هذه المراكز ستحقق عدة أهداف مثل وقف نزيف العقول، وتجريف الطبقة الوسطى، ومقاومة تفريغ البلاد من السكان.
سوف تساهم هذه الاستراتيجية في تقليل حركة اللجوء الكثيفة، والرغبة في عبور الحدود الدولية، وما ينتج جراء ذلك من مشاكل الاندماج في المجتمعات الجديدة، ومخاطر أمنية محتملة لدول اللجوء/ الهجرة، وللسودانيين أنفسهم.
ثالثاً- تقديم الإعانات الإسعافية الفورية للمتضررين داخل مناطق الإقتتال، و للفارين منها.
يمكن في ذات الوقت وضع اللبنات الصلبة لبناء مشروع وطني سياسي وتنموي بهدف تحقيق تنمية مستدامة، حكم ذاتي، ادارة مدنية في مواجهة النظام العسكري.
لا احد يستطيع التكهن بنهاية الحرب، ربما يتطبع كثيرون معها مع مرور الوقت.
ستكون الحياة في ظروف استثنائية هو الوضع الطبيعي، حيث يتكيف الناس مع دوي الانفجارات، القصف المدفعي، الموت، الانفلات الأمني، شح الخدمات لدرجة التبلد الوجداني.
المؤكد أن مثل هذا الوضع لن يخلق بلداً، بل سوف يكون سبباً لانهيار الدولة تماما في ظل غياب السلطة الحالي وفشلها التام في أداء دورها المنوط بأي سلطة سياسية وتنفيذية، وسيجعلنا هذا الأمر وجهاً لوجه أمام سيناريو الفوضى، ثم التشظي إلى دويلات أساس تكوينها البعد الاثني.
هذا سيناريو اقرب إلينا حالياً، وأوشكنا على الانزلاق نحو هاويته، بل تعمل جهات بكل اجتهاد على تحقيقه في اسرع وقت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.