“حزام الفشل” و “حزام الزيتون “

0 101

كتب: طلحة جبريل 

.

ثمة تشابه سيبدو غريباً بين دول “حزام الفشل” الإفريقي ودول “حزام الزيتون” الأوروبي.
في”حزام الفشل »الإفريقي دحر العسكر القوى الديمقراطية وخاصة اليسار، وفي دول “حزام الزيتون” الأوروبي انحسر اليسار وازدهرت الأحزاب “الشعبوية”.
يضم “حزام الزيتون” كلاً من اليونان والبانيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال، ويضم”حزام الفشل”الافريقي السودان وتشاد والنيجر وبركينا فاسو ومالي .
اطلقت إسم”حزام الفشل”الإفريقي، على دول يحكمها عسكريون فاشلون، وأدى حكم العسكرتاريا إلى تدهور مريع في أوضاع هذه الدول، بحيث يمكن أن ينطبق عليها توصيف”دولة فاشلة” .
سنلاحظ أن دول “حزام الفشل” الإفريقي إما أنها تدور فيها حروب عبثية كحال السودان، أو هي على حافة حرب.
يمتدالحزام من شرق القارة الأفريقية إلى غربها، معظم الذين يتولون مقاليد الأمور من المناهضين للتوجهات الديمقراطية، ولديهم عداء شديد لفكرة أن الحكم تحسمه صناديق الاقتراع، وفي ظنهم أن الحكم تحسمه فوهة البندقية.
في دول”حزام الزيتون” الأوربية، سنلاحظ أن”الشعبوية” تعادل العسكرتاريا في “حزام الفشل”. في هذا السياق قرأت تحليلاً عميقاً كتبه الصحافي الإيراني أمير طاهري في صحيفة “إيلاف” الاليكترونية، أنقل بعض فقراته نصاً: “ليست لدينا أحزاب يمينية متطرفة أو أحزاب من أقصى اليمين في أوروبا، وليس لدينا سوى أحزاب”شعبوية” أثبتت نفسها بوصفها أحزاباً حكومية في أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي. تفككت الأنظمة الديمقراطية الاجتماعية الراسخة في أماكن مثل الدول الإسكندنافية وفنلندا بفعل تحالفات تقودها أحزاب”شعبوية”. إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فقد تشهد فرنسا حالة من”الشعبوية” في قصر الإليزيه بعد رحيل الرئيس إيمانويل ماكرون” .
ويمضي قائلاً :”يحاول بعض القدماء في أوروبا إبقاء شعلة اليسار القديمة متلألئة من خلال تعزيز “هوية البطيخ” (الدلاح)، خضراء من الخارج وحمراء من الداخل”.
لعل من المفارقات أن اليسار الذي عوضته “الشعبوية” في “حزام الزيتون”، تعرض لضربات موجعة في “حزام الفشل “الإفريقي، لنتذكر عبدالخالق محجوب في السودان وموديبو كيتا في مالي ، وتوماس سانكارا في بوركينا فاسو .
من المفارقات أيضاً أن أربع دول من”حزام الزيتون” صالت وجالت في افريقيا، وحاولت اقناع الافارقة أن الاستعمار يعني التحضر، لكن سيدرك الأفارقة أن الاستعمار هو النهب.
المؤكد أن الحروب لم تقدم حلاً لأي مشكلة في التاريخ، ثم أن أي شعب ينشىء لنفسه قوات مسلحة لتدافع عن أرضه وتحمي دستوره بمعنى أن القوات المسلحة تحمي الوطن كما تحمي تراضي قواه السياسية، لكنها لا تحكم الأوطان بل تحكمها شعوبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرأة رمز النضال في دول “حزام الفشل” الإفريقي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.