الدعم السريع يواجه تحديات الماضي والمستقبل في نيالا

0 83

تقدير موقف: السودان نت
مقدمة ضرورية:
تعتبر رئاسة الفرقة 16 مشاة، نيالا، جنوب دارفور ذات أهمية استراتيجية لقوات الدعم السريع ، سعت منذ بداية الحرب لجعلها قاعدة انطلاق لها ، وذلك لموقعها الاستراتيجي في منطقة تجاور تشاد وأفريقيا الوسطي وجنوب السودان ، وكحاضنة اجتماعيه مقاتلة وداعمة للدعم السريع ،الذي تنحدر معظم قياداته العسكرية منها ، ولتوفر الذهب والموارد النادرة بالمنطقة المسماة ب”الردوم”
المعضلة التي تواجه الدعم السريع ان الحامية تعد مركزا رئيسا لقوة حرس الحدود، احدى وحدات الجيش، والتي ينتمي غالبية جنودها لقبيلة الرزيقات، فرع “ام جلول” ، وتعد واحدة من الاسباب الرئيسية التي حالت دون سقوط معسكر الجيش ، واستبسال جنودها في الدفاع عنه .
هنا يستدعى التاريخ بصورته الماساوية ، فشراسة أبناء العمومة له دوافع انتقامية ويعود الى الماضي الدامي في العام 2017 ، حينما أعتقل قائد قوات الدعم السريع حميدتي ابن عمومته الشيخ موسى هلال ” الذي ينحدر من قبائل “أم جلول ” العربية في منطقة مستري بشمال دافور ، في عملية عسكرية للقضاء على التمرد على نظام البشير ، تم إثرها سجن موسى هلال وقتل العديد من أنصاره ، ومهدت هذه العملية لصعود حميدتي وعشيرته علي حساب هلال ومشيخته ، الذين لم يتناسوا ما حدث ، ووجدوا اليوم الفرصة متاحة لاستعادة مجدهم ونفوذهم والانتقام لما جري لهم ، في تلاقي المصالح والأهداف مع عناصر النظام القديم والاستخبارات الذين استثمروا هذا الخلاف في حربهم الحالية ضد الدعم السريع .
رسميًا، يدعي شيخ موسى هلال الحياد ، على الرغم من مشاركته في التحالفات السياسية الداعمة للجيش وعودة النظام القديم ، بالإضافة لوجود أعداد مقدرة من جنوده السابقين بقيادة القوني علي عسيل في القيادة العامة وحامية الجيش في نيالا ، ساهمت استخبارات الجيش في صناعته وتغذية أسبابه ,واستطاعت من خلاله افشال خطط الدعم السريع العسكرية في دارفور , وفي القيادة العامة بالخرطوم.
تشير المعلومات الى تواجد أعداد كبيرة من قوات الدعم السريع في نيالا، مع أسلحتهم وعتادهم النوعي , واصرارهم على اسقاط الحامية بإحدى وسيلتين , تحييد القوة العربية داخلها أو اجتياحها والمخاطرة بتجدد الصراع الرزيقي الرزيقي , خاصة مع تواجد الاستخبارات العسكرية واستعدادها للاستثمار في الخلافات الاجتماعية والتاريخ الدموي لمجتمعات دارفور .
خلاصة:
خروج البرهان من حصار القيادة العامة ، فرض علي قوات الدعم السريع ضرورة تحقيق انتصار ميداني اخر ، في ما تبقى من مواقع للجيش، وأمام حقيقة منعة وقوة الدفاعات العسكرية في سلاح المدرعات التي حالت حتي الان من السيطرة الكاملة عليها , لم يبق أمام قوات الدعم سوي سلاح المهندسين وقيادة الفرقة ال16 في نيالا جنوب دارفور , لتعزيز وجودها وتفوقها العسكري , والزام البرهان بتعهداته الإقليمية والدولية بالعودة للتفاوض والحل السياسي ومن موقع ضعيف, والاهم , وكذا ، إسكات الأصوات الرافضة للحوار داخل الجيش وحاضنات النظام القديم , الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.