العقوبات الذكية
كتب: فايز السليك
.
ما فرضته الولايات المتحدة الأمريكية من عقوبات ضد قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، وقائد الدعم في دارفور عبد.الرحمن جمعة، بتهم ارتكاب جرائم حرب جسيمة؛ هو استمرار لفرض العقوبات الذكية، وهي عقوبات انتقائية تستهدف الأشخاص والشركات المتورطة في الجرائم حسب معلومات وتقارير واشنطن.
سيتم فرض العقوبات تصاعديا، حيث بدأت باستهداف ٤ شركات هي الجنيد وتريدف التابعتين للدعم السريع، وسودان ماستر تكنولوجي والتصنيع الحربي التابعتين للجيش.
لماذا عبد الرحيم اولاً؟
ليس مهماً ان يكون استهداف عبد الرحيم يعني موت شقيقه محمد حمدان، بل هو تدرج في العقوبات التي بدأت بشركات ويرأس عبد الرحيم مجلس ادارة احداها ( الجنيد)، ولأن واشنطن راعية مفاوضات سلام في جدة مع الرياض، فهي تود فتح نوافذ التواصل مع القيادات السياسية لمنح السلام فرصة لأن اختيار حميدتي منذ البداية يعني سد نوافذ التواصل، لكن القرار يعني ضمنياً ان العقوبات سوف تطاله حال الفشل في اتفاق سلام، وسوف تطال قيادات في الجيش وآخرين مدنيين ساعدوا قي اشعال نيران الحرب.
جاء فرض العقوبات متزامناً مع زيارة ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لمعسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد، لذلك يمكن تفسير القرار بأنه صدر تضامنا مع اللاجئين الذين تعرضوا لجرائم ترتقي لجرائم حرب، جرائم ضد الانسانية وتطهير عرقي.
الخطوة في غاية الأهمية، وربما تصل الاتهامات الى محكمة الجنائية الدولية.
إن فرض العقوبات ضد عبد الرحيم هو رسالة خطيرة لكل المتورطين في الحرب وجرائمها، وأن تلكؤ الطرفين في التفاوض سيؤدي الى خطوات لاحقة ومعاقبة قيادات الدعم والجيش، وبعض من بني كوز.