حالة الهلع والفزع

0 100

كتب طلحة جبريل:

لم أكن أرغب في الحديث عن هذه “الكورونا”وتداعياتها التي تحولت إلى حالة فزع وهلع بلغت حد الهستيريا.
كنت قلت رأيي قبل أسبوعين، ومؤداه أننا أمام صراع سياسي وتجاري تحول إلى حرب بيولوجية. وتأكد صحة هذا التحليل عندما اتهمت الصين صراحة الجيش الأميركي بجلب فيروس كورونا إلى مدينة “ووهان”.في هذا الصدد قال مسؤول صيني في تغريدات عبر ” تويتر” إن الجيش الأميركي قد يكون أدخل فيروس كورونا إلى الصين، وأضاف “تؤكد الكثير من الأدلة أن الفيروس ظهر أولا في الولايات المتحدة”.عمق الخلاف الصيني الأميركي يكمن في التنافس الاقتصادي والتجاري، وألخص ذلك في جملة واحدة :
إذا إشترت الصين لا أحد يتحدث، إذ باعت الصين تزمجر أميركا.
في حين إن سوء التقديرات في بعض الحالات كما حدث في إيطاليا هي التي أدت إلى إنتشار الفيروس وبالمقابل أبقت الإحتياطات الصارمة في تايوان وسنغافورة تأثيره في مستويات منخفضة جداً.
مسألة أخرى، وهي أن هذا الوباء اللعين تحول إلى “جائحة”، هذه الكلمة تعني لغوياً “مصيبة” أو “تهلكة”، وكانت منظمة الصحة العالمية قد وصفت تفشي “كورونا” في البداية بأنه وباء، أما القول بأنه أضحى “جائحة” فهذا يشير إلى إنتشاره فعلياً في مناطق جغرافية كبيرة تشمل جميع القارات.
أنتقل إلى الدور السلبي الذي يلعبه الإعلام في نشر حالة الهلع والفزع التي اجتاحت العالم، إذ تناقلت وسائل الإعلام المختلفة الكثير من الأخبار الزائفة (Fake News)، على سبيل المثال التركيز على خبر تفشي الوباء لكن دون الإشارة إلى انحساره، وتقول آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن حالات الإصابة الجديدة في الصين وكوريا الجنوبية تتناقص بشكل ملحوظ، في حين أن هناك 81دولة لم تبلغ حتى الآن عن الإصابة بالفيروس وفي 57 دولة، أعلن عن عشر حالات أو أقل.على الرغم من ذلك فإن إعلام الإثارة يجعل خبراً عن اكتشاف حالة واحدة، قصة إخبارية بكامل توابلها،
ثم هناك الكثير الذي يمكن أن يقال عن صياغة بعض البيانات (البلاغات)، على سبيل المثال بدلاً من إعلان إيقاف الدراسة، كان يمكن أن يقال “تعليق الدراسة بضعة أيام كإجراء إحترازي، وسيعلن عن موعد استئنافها في موعد لاحق”.وفي هذا السياق تقول منظمة الصحة العالمية إن وجود 200 حالة ووفاة خمسين مصاباً هي التي تحتم إيقاف الدراسة.
ظني أن المهم بل والأكثر أهمية الآن كيفية محاصرة الهلع والفزع الذي ساد في كل مكان، وليس فقط محاصرة فيروس كورونا،الذي كان يوجد منذ فترة لكنه تحول فجأة في”ووهان”إلى فيروس شرس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.