حرب أبريل درس قاسي لحتمية تخلي المؤسسات العسكرية عن العمل السياسي

0 60

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الامة القومي

الرسالة الاسبوعية:
التاريخ: ١٤ يناير ٢٠٢٤م

حرب أبريل درس قاسي لحتمية تخلي المؤسسات العسكرية عن العمل السياسي.

لا شك أن دور المؤسسة العسكرية حاسم في الدفاع عن الوطن وحمايته؛ ومع ذلك، فإن قيمتها تمتد إلى أبعد من حماية الحدود الإقليمية. الجيش هو الحصن المسلح الذي يجب أن يحمي الدولة وسيادتها ويحافظ على النظام المجتمعي. وبالتالي، فإن مسألة الدور الذي يلعبه الجيش في السياسة كانت لفترة طويلة موضوعاً لنقاش مستمر فى السودان، لأن الجيش قطع الطريق على التحول المدني الديمقراطي عبر أربعة إنقلابات عسكرية، الإنقلاب الأول تسبب فى أزمة إقتصادية، والثاني تسبب في أزمة مجتمعية، والثالث تسبب فى تقسيم السودان وإنهيار مؤسساته المدنية والعسكرية والرابع خلق حرب شاملة تعتبر الأسوء والأكثر ضرراً على الوطن والمواطن فى تاريخ السودان.

ستركز هذه الرسالة على أهمية خروج المؤسسات العسكرية من العمل السياسي لثلاث أسباب .

1. التمسك بالقيم الديمقراطية:

الديمقراطية هي منارة الأمل التي تتيح للمواطنين ممارسة حرياتهم المدنية وحرياتهم الشخصية. لا يمكن للديمقراطيات، في أصدق صورها، أن توجد إلا عندما تأتي الحكومة بموافقة المحكومين. إن إحدى ركائز الديمقراطية السليمة تتلخص في فكرة السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية ــ وهو الترتيب الذي يؤكد على أن المسؤولين المنتخبين والمدنيين لابد أن يكونوا هم الذين يصوغون السياسات العسكرية.

2. الحفاظ على العلاقات المدنية العسكرية:

إن المؤسسة العسكرية المحايدة تعمل على تعزيز العلاقات المدنية العسكرية السليمة، وهو أمر مهم لتحقيق الإستقرار المجتمعي.

3. تجنب عسكرة السياسة:

الغرض الأساسي للمؤسسة العسكرية هو الدفاع عن السلامة الإقليمية، ودعم السيادة الوطنية، وحماية المواطنين. ومع ذلك، عندما يتورط الجيش في السياسة، فقد يؤدي ذلك إلى عسكرة خطيرة للسياسة.

الخاتمة

إن الضرورة المهمة لإبعاد المؤسسات العسكرية عن العمل السياسي لا يمكن دحضه بعد حرب أبريل ٢٠٢٣م، البغيضه. سنضع كل جهدنا على الفصل الكامل بين المؤسسات المدنية والعسكرية بما يتوافق مع التوجه الديمقراطي الذي انتهجته ثورات السودان المختلفة.

تفرق العسكريين لمهامهم المعروفة يعزز الديمقراطية ويقوى العلاقات المدنية العسكرية ويمنع عسكرة السياسة الضارة، ويساهم فى خلق جيش مهني متفرق للمهام العسكرية البحتة فى الدفاع عن الوطن والمواطن، وهو الذى سيقود وطننا الحبيب إلى تعزيز السلام والإستقرار والوحدة.

فضل الله برمة ناصر
رئيس حزب الامة القومي

..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.