كوادر قحـــــــــــت ورمـــــــــــاد الرتينــــــــة ! (٢/١)

0 104
كتب آدَمْ أَجْــــــــــــــرَىْ: 

الرتينة مصباح قديم شاشه المنير كيس حريرى يضخ فيه رذاذ الوقود يتحول إلى غاز يحترق ويتوهج فيكون نوراً، وعند الإخماد يُبقى على رماده لمواصلة الإنارة به خلال ليالى تالية، لكنه مع حمدوك يتهتك كل يوم كون عناصره القيادية بعضها ضيقة الآفاق وفوق ذلك ورث ألوفاً من موظفين خاملين ممن لا قدرة لديهم على أداء عمل مثمر، الفساد يغلب طبعهم أو يرون إنجاز واجبهم عقوبة. والنسيج الإجتماعى المتهتك يجلب إفرازاته إلى مكاتبه حيث تبقى بعض المؤسسات متحيزة ضد فئات إجتماعية بعينها
– زولك ده من وين، ياخى ما تجيب لينا ناس غرباء هنا –
كان هذا قبل الثورة ولا ثمة ما يقنع بحدوث تغيير، أزيحت رؤوس وأطلت إلى السطح عناصر بعضها تعمل بخبث معوق، والموظفون باقون دون إعادة تأهيل.
عرقلة عمل شركاء إتفاقية أبوجا ونيفاشا كانت السمة الأبرز إبان فترتهما الإنتقالية، وقتذاك ظهر إصطلاح مساعد الحلة انعكاساً لسلوكيات الحقبة، ونشير من بعيد إلى تجربة ولاية القائد خميس جلاب وتجريده من الصلاحيات والأموال وتركيزها بيد نائبه، وفى الحكومة الحالية نأخذ بالمؤامرات التى حيكت ضد وزير الزراعة تمهيداً لإزاحته وصلت مرحلة تم فيه نزع الميكروفون من يده إثناء إحتفال رسمى، الآن يتكرر المشهد مع اختلاف السيناريو.
نتفهم أسباب تسمية الحكومة بعض المسؤولين التى أتت فى سياق إبداء حسن النوايا خلال مسيرتها نحو صفقة السلام وبناء مؤسساته، يفترض فيه تجنيد كافة الإمكانيات لأجله، والإعلام الرسمى المكبل لا يعرف شيئاً عن أطراف أمدرمان، أو مشغول بالطمبور والتمثيليات العويرة أو غارق فى حوارات جوفاء ولا وقت له لتعقب شرارات مأساوية تتقد هنا وهناك.

وزير الدولة المستقيل إتبع أسلوباً مهذباً للخروج من وضع لا يليق به، حورب بوسائل متنوعة منعت عنه كافة الملفات ربما إعتراضاً على الطريقة التى أتت به أو لسبب آخر، لكنه كشف عن نفس عفيفة وأصالة معدن يرتقى إلى مستوى الثورة.
لا يخفى أن تعيين م مبارك أردول نائباً لمدير شركة حكومية عاملة فى قطاع التعدين مقروء مع تلك الاحداث الجسام فى بقاع التعدين – المظاهرات وحرائق تلودى مثالاً- أصحاب الفكرة ظنوا أنه بشهرته سيشكل مدخلاً لمخاطبة المجتمعات المحلية بفعالية. حاول أداء دوره على خلفية قناعات ظن أن فيها تأسيساً لمبدأ الشراكة فوقف الفساد ونزعة الإستئثار بثروات الغير حائطاً يجهز على الآمال.
أوجه الفساد كثيرة، مواعينها متنوعة الأديان تذهب أبعد وتصف عدم الإيمان فساداً، لكنه فى السودان مرتبط عضوياً بداء العنصرية وهى أول الأسلحة التى تتلقفها الأيدى الملوثة عند شعورها بالتهديد والقصص على تشابه عناصرها تملأ من المجلدات صفوفاً. لم نحسن الظن يوماً فى بعض كيانات منظومة الحرية والتغيير رأينا فيها مكباً جمع علل السودان ونفاياتها ومن المثير للإعجاب، الثبوت كل يوم أنها رتينة خربة رمادها يتهتك دون إثارة، كوادرها تفقد صلاحيتها عند أول إختبار فلا تأتى بنور ولا ضياء فقط جعجعة بلا أى طحين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.