الجات في جونسون وتشارلس لن تسامحكم

0 92

كتب جعفر عباس:
كان الزعيم الشيوعي يخاطب حشدا جماهيريا في أحد الأحياء الشعبية، بينما احتشد في الصفوف الأمامية صبية صغار ذوي ملابس رثة جالسون على الأرض، وبينما الزعيم يتكلم عن حتمية التحول الاشتراكي سأله أحد الحضور: الاشتراكية دي فايدتها شنو؟ وطبعا الشيوعي ما بيفتش للكلام، فانبرى الزعيم يعدد مزايا الاشتراكية، وأضاف: عايزين مجتمع عدالة ومساواة يطلع الناس من الفقر والمعاناة عشان البلد ما يكون فيها جنس البعاعيت القاعدين قدامي ديل (مشيرا الى الصبية)
تذكرت تلك الواقعة المفبركة بعد أن بلغني ان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سقط ضحية الكورونا، وقبله اصطاد الفيروس الأمير تشارلس ولي عهد بريطانيا ذي الذوق التالف، الذي كجّن الأميرة ديانا ست البنات، وفضل عليها تلك التي تشبه ال”لكاميل camel” كاميليا، التي يبدو أنها أخت شعبولا بالرضاع
يعني الكورونا طخت أسياد الرصة والمنصة في الساحة الدولية، ومع هذا يتبارى بعض جماعتنا بالتصريح: يا زول كرونة شنو (تم تأنيث الفيروس في السودان، مما يؤكد ان فيروس “الكوزنة” يسري في جينات الكثيرين، فقد كان الكيزان يعزون كل آفة تصيب البلاد الى النساء، فعدم هطول الأمطار وفي نفس الوقت هطول أمطار غزيرة تسبب السيول ناجم عن عمايل النساء.. مش كدا يا وداد؟)، المهم ان بعض جماعتنا ما زالوا يقولون ان الكورونا إشاعة، ومنهم من يقول ما تشيلو هم؛ الحبة ما ح تجينا.. قالوا دوا الملاريا بيقرضها تب، ونحنا أجسامنا مشبعة بأدوية الملاريا
الكرونا مثل الموت لا تميز بين غني وفقير وصغير وكبير ولا مسلم وبوذي، ففانا غباء وعبطا وهبلا وخبلا، فمتوسط عمر الشخص الغني أطول من متوسط عمر الفقير، وبالتالي فالأوربيون والأمريكان أطول أعمارا من الأفارقة، لأن الغني يملك أسباب ووسائل درء الأمراض ويحظى بالتغذية الحسنة والرعاية الطبية الجيدة، وبالتالي فعندما يقع جونسون وتشارلس ضحية الكرونا عليك ان تبل رأسك لأن الدور جاي عليك، وتكف عن ترديد كلام سخيف عن الخصائص الاعجازية لأبو القنفد والمكوة أبو ديك والمورينقا والشاي بدون سكر، والطلح (سؤال لمن يروجون أن دخان الطلح المستخدم في الساونا البلدية يقتل فيروس الكورونا: هل المطلوب من المريض ان يدخل رأسه وفمه مفتوح في حفرة دخان الطلح؟)
الكرونا آتية الى بلادنا لا ريب في ذلك، وما جعل وصولها يتأخر هو ان بلادنا، وفي ظل حكومة وضعت أمريكا وروسيا تحت جزمتها وحاربت الشرق والغرب بسيوف الطرور، كانت طاردة للغرباء كما كانت طاردة لأبنائها وبناتها، ففيروس الكورونا العابر للقارات بدون جواز سفر انتشر بالتصدير والاستيراد، وهكذا وصل أمريكا واسبانيا وإيطاليا وغيرها، وعندما يجيء الفيروس بلادنا، على المصابين به أن “يرجو الله في الكريبة”، وفيما يقال فإنه وعندما انتشرت الكوليرا ذات عام خلال حقبة الاستعمار الإنجليزي للسودان، وكان ذلك قبل ان يخترع الكيزان الاسهال المائي، تم عزل اهل قرية الكريبة في منطقة الجزيرة بجعلها كرنتينة، فلما اشتدت نوبة الاسهال على أحدهم ركب حماره مغادرا بيته، فسألوه الى اين يتجه فقال انه ماشي يرجا الله في الكريبة، فصارت العبارة مثلا لتوقع أسوأ الاحتمالات
خط الدفاع الأول والأخير في مواجهة عدوان الكورونا هو المناعة، ونحن شعب يتعاطى عمدا أكلات تخلل المناعة والجهاز الهضمي ثم نتباهى بأننا نأكل الزلط، فكفوا عن مثل هذا الهراء والزموا بيوتكم شهرا وشهرين فليس لدينا ذو قرنين يقيم سدا بيننا وبين فيروس كوفيد 19.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.