ليســــــــت العصيــــــــدة طعامــــــــاً متخلفــــــــاً

0 100

كتب آدَمْ أَجْــــــــــــــرَى:

ليست كل الشعوب معتمدة على الخبز وقد لاحظ كثيرون غيابه فى مطاعم أفريقية وهى على صواب إذ لا يعقل إعتماد شعب فى غذائه على طعام لا ينتجه وللقائد معمر القذافى مقولته المشهورة :
” لا حياة لشعب يأكل من وراء البحر” والقمح ليس أساسياً لدى عدة شعوب السودان ضمنها، والذرة بأنواعها كانت سيدة الموقف قبل أن تأخذ الرأسمالية بعيد الحرب العالمية الثانية فى إستيراد ما سمى بالدقيق الأسترالى وتوابعه من خميرة ومعدات أفران والشروع من ثم فى تعليم الناس كيفية بناء المخابز وإيقادها ونسب المكونات والمضافات وفنون العمل ثم صبرت على إكساب السودانيين عادة الإعتماد على الرغيف لسنوات، وبإستمرار يقابل تشكيك ربات المنازل فى القيمة الغذائية لدقيق غريب مجهول مصدره، بعضهن لم يستسلمن إلى اليوم.
ما لا تنتجه أرضك يجب أن يكون كمالية غالية، وإن قدم لك معونة مجانية سيكون سلاحاً مؤجلاً إستخدامه او مشهراً فى وجهك يطوعك ويحركك يمناً ويسراً ويجلسك أرضاً، وقد حدث، وأجبرت حكوماتنا على تسول القمح فى وقت لا تحتمل السعة التخزينية لكافة الصوامع كمية إنتاجنا من الذرة فتبقى فى العراء حتى يداهمها المطر أو يأتى عليها سيول تفسدها وتلك عجيبة أخرى من عجائب السودان.
إذن، لماذا أضحت هذه السلعة منبوذة إلى هذه الدرجة ؟ لتدنى قيمتها الغذائية ؟
ربما يجد خبراء التغذية تبريراً وعلماء الإجتماع تفسيراً
وهل العصيدة رمز للفقر والتخلف ؟
ربما ظهرت بهذه الهيئة خلال فترة كان الرغيف فيها رمزاً للرقى والتحضر.
نستطيع تفنيد ذلك لأنها طعام الأثرياء لدى بعض شعوب غرب أفريقيا التى لا يصلح مناخها لإنتاج الذرة فتستورد كميتها المحدودة أوتأتيها مهربة من شرق أفريقيا، وفى السودان تبقى بديلاً دائماً لإنقاذ المواقف وتحقيق الأمن الغذائى، وتخلط بالمتوفر من القمح لسد عجز سببها عادة إستهلاكية دخيلة.
العودة إلى الأصل ضرورة تحتاج إلى خارطة طريق تأخذ معها تطوير وسائل طبخ الطعام من الذرة أكثر سهولة، عندئذ يعود دقيق القمح نقياً يشتريه من يحتاجه بثمنه الحقيقى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.