تعليقاً على حديث العطا: ما في انقلاب والشعب لا يُسقط ثورة لأجل الخبز!
كتب: د. الوليد مادبو
كلام العطا يمكن ان يفهم في إطار محدد وهو ان الشعب لن يقبل مطلقا بسلطة عسكرية محضة، كما انه لن يستغني عن الجيش للأسباب التي يعلمها الجميع.
لكن هذا يتطلب ان تكون هناك إرادة مدنية نافذة وعقلية عسكرية منفتحة على الإصلاح. فتطوير الجيش يتطلب تفرغ القادة العظام لمهامهم العسكرية والعسكرية فقط؛ أما المدنيون فيلزمهم ان يستشعروا المسؤولية ويكون لديهم الشجاعة اللازمة، لأنهم الان يتنبرون حال الانفراجة ويتخفون وراء الجيش عند النازلات.
معالي السيد رئيس وزراء السودان، الدكتور عبدالله حمدوك، تخلى عن مهامه الوطنية يوم ان وضع السودان تحت البند السادس؛ تخلى عن مهامهم السياسية يوم ان ترك مهمة التفاوض من اجل الوصول إلى السلام للعسكريين، واخفق في مهامهم الفنية والمهنية يوم ان خضع لموجهات (قحط) فكانت التعيينات التي لم تخضع لمعايير وأسس علمية وموضوعية: الرجل لم يعمد على عمل إصلاح هيكلي ومؤسسي للدولة حتى الان، فكيف يتسنى له استشراف أفق مستقبلي من دون استراتيجية ورؤية وطنية؟
كان بمقدور حمدوك ان يضع القاطرة في الاتجاه السليم لو أنه استقل برأيه ولم يتخذ من العسكر موجهين له، فهو من المفترض ان يوجههم بحكم التخصص والخبرة والدراية، لكنه ركن إلى الأرض وأثر العافية، فحدث ما يحدث.
من يتحدثون عن “المدنية” يجب ان يعووا ان العسكر هم الحاكم الفعلي للبلاد اليوم، فحمدوك يعمل وفق موجهاتهم. امّا المدنيون في المجلس السيادي فكان من الأولى ان توجه مصاريف إعاشتهم لتشييد مدرسة ابتدائية في ريف من أرياف باره!.