في ذكرى سقوط الطاغية
كتب: البراق النذير
كل العرفان والمجد للشعب السوداني الذي جندل المستبد وزمرته ومرَّغ أنوفهم في التراب، كلهم، كلهم بلا استثناء.
في مثل هذه الأيام مرقت جحافل الثائرات والثوار من كل حدبٍ ودرب، وحاصرت جهابزة النظام وسفاسفه، على امتداد شهور، فحسمت المعركة التي استطالت ولكن عزيمة الشعب كانت هي الطولى وإصرار جموعه كان هو الأبقى.
هذا الشعب لفظ النظام البائد ورفضه، وألقمه حجارة حادة الأطراف مُرّة المذاق، وعلى منسوبيه أن يبتلعوها ويتجشأوا من سكات، وعليهم الفطام من ثدي الدولة وأن يكتفوا بلعق الجراح الممتلئة بالصديد والتي أعملتها سكين السلمية المصنوعة بالتضحيات الجسيمة والمشحوذة بالنضال، وعليهم كلما ازدردوا مرارتها من حلوقهم أن يستعدوا، فسيلقمهم الشعب حجارة جديدة.
نصيحتي لكم يا كيزان: لا تتباكوا على ماضٍ لن يعود وعلى سلطة سطوتم عليها بليلٍ واقتلعها الشعب عنوة، بل اسعوا كي تعودوا مواطنين عاديين بين الناس، بعد أن يأخذ العدل مجراه وتختفي معالم الأذى الذي صنعتموه والظلم الذي اقترفتموه، فكلما تباكيتم دخلت أباليس البغي في نفوسكم وتملكتكم هلاويس العودة عبر سكة الخطر، وقادتكم الظنون نحو مزيد من الآثام. وهيهات فالشعب حتى في غيهب الليل ضاحي، والترس حتى بين دفق النيران صاحي.
فلا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا