الأخبار لكن باقتضاب

0 75

كتب: طلحة جبريل
تجد مدرسة جديدة في كتابة الأخبارإِقْبَالًا مُلْفِتًا إلى حد يمكن القول باطمئنان إن هذه المدرسة يمكن أن تهيمن بعد فترة قصيرة على الصحافة المكتوبة ورقية وإلكترونية إضافة إلي الصحافة المسموعة.
يقول شعار هذه المدرسة التي خرجت من رحم صحيفة “واشنطن بوست” : “الأخبار لكن بإقتضاب”.سأعود إلى هذا الشعار.أقول إن فكرة ربط محتوى وأسلوب كتابة الأخبار مع عدد الكلمات ليس أمراً جديداً . كانت البداية مع وكالة “رويترز” ، عندما اعتمدت قاعدة ما تزال تعمل وفقها تقول إن الخبر يجب ألا يتجاوز 200 كلمة، وعندما يصبح خبراً موسعاً يكون في حدود 400 كلمة، في حين يجب ألا يتعدى التقرير 600 كلمة .وترى “رويترز” أن باقي الأجناس مثل الحوار والاستطلاع والتحقيق والبورتريه يمكن أن تكون في حدود 800 كلمة.
لم تعد لقاعدة وكالة “رويترز” ذلك الوهج عندما اعتمدت قبل سنوات، قبل ذلك كان الصحافي البريطاني الفريد هارمزوورث قد أطلق فكرة ركزت على أن صحافة العصر، وكان يتحدث عن الصحافة الورقية، يجب أن تعتمد على الإختصار والخبر السريع.
كان وورث يقول إن أي خبر بل حتى المقالات يجب ألا تتعدى عدد كلماتها 250 كلمة، وطبق الفريد هارمز وورث هذه الفكرة في صحيفة “ديلي ميل” التي كان يتولى رئاسة تحريرها. كان وورث متأثراً آنذلك بفكرة “الساندوتش” الذي صار أيامئذٍ وجبة العصر، ويرى أن إختصار الأخبار يساير لغة عصر الساندوتش وإيقاعه ورائحته ومذاقه.
هكذا نلاحظ أن مسألة إختصار الأخبار والتقارير الإخبارية ليست فكرة جديدة، لكن الجديد التي جاءت به هذه المدرسة، بعد أن انطلقت في عام 2014 وشعارها”الأخبار لكن بإقتضاب”، إنها زاوجت بين الصحيفة الورقية والصحافة الإلكترونية.
إذ إختارت أن تتراوح الأخبار ما بين 30 و 40 كلمة فقط وتكتب بأسلوب وقواعد جديدة ، مع إمكانية توسيع الخبر ليصبح تقريراً في حدود 300 كلمة، يقرأ القارئ الأخبار المقتضبة مجاناً في الصحيفة الإلكترونية ، أو موقع الصحيفة الورقية على الانترنت. لكن .. و”لكن ” هذه مهمة جداً، تطلب الصحف الأميركية ورقية وإلكترونية بعض الأحيان مقابل لقاء قراءة التقرير الموسع ، مبلغاً يتراوح ما بين عشرة إلى عشرين دولار (مائة إلى مائتي درهم) .
ويعتبر هذا المبلغ بمثابة اشتراك في الصحيفة الإلكترونية لفترة ما بين ستة أشهر أو سنة كاملة ، في حين أن صحيفة مثل “نيويورك تايمز” تطلب أحياناً 20 دولار مقابل الإطلاع على مادة واحدة فقط. خاصة المواد التي تصنف ضمن “المواد الاستقصائية”.
هنا الفرس ومربطه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.