الخرطوم – السودان نت
أمطار غزيرة هطلت على الشمال الغربي من دولة يوغندا أدت إلى زيادة كثيفة في معدلات المياه في بحيرة فكتوريا وتبعاً لذلك انهارت إحدى البوابات بالسد الذي يستقبل مياه البحيرة وأغرقت العديد من القرى والمناطق بالشمال الغربي من يوغندا وعزلتها عن بقية المدن وقد تداول مدونون يوغنديون على مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة حيث رأي بعضهم ان الظاهرة أدت الى عزل طبيعي لهذه المناطق في مواجهة جائحة كورونا التي باتت تهدد العديد من دول والقارة الأفريقية ودولة يوغندا ليست بمنأى عن هذا التهديد، بينما رأي آخرين ان الامر ينطوي على مخاطر ربما تقود إلى اغراق كامل لمدن وقرى متاخمة للسد والبحيرة وتساءل البعض عن الاسباب وعزاها آخرين لتغيرات مناخية.
تأثيرات سد النهضة
ولم يستبعد خبراء ان يكون سد النهضة الاثيوبي وراء التغيرات المناخية في المنطقة بما فيها الشمال اليوغندي الذي شهد أمس امطاراً غير عادية تجاوزت معدلاتها المعدل الطبيعي عشرات المرات الشئ الذي انعكس، على القرى وزيادة المياه بالبحيرة والضغط على سد وتأثر إحدى البوابات به وتعرضها للتلف والانهيار أمام قوة ضغط المياه.
السودان على الخط
وتبدو المخاوف في السودان كبيرة من السد الأثيوبي في السودان مخاوف يواجهها صمت حكومي وغموض، في عمل الوفد الفني التفاوضي رغم إعلان عدد من الخبراء السودانيين مخاوفهم الواضحة من هذا السد وتساءلوا عن الصمت الرسمي ازاءها سيما وأن السودان يحادد الجارة إثيوبيا ولا تنفصل اراضي السودان عن السد الا بضع أمتار بينما يرى بعض الخبراء ان السد في الأساس تم تشييده على أرض سودانية هي اراضي بني شنقول التاريخية في مقابل صمت النظام البائد الذي كانت تبتزه أديس أبابا بدعم الرئيس المخلوع في معركته ضد المحكمة الجنائية الدولية.
مخاطر
ويقول المهندس عبد الكافي الطيب خبير الري أن هناك كثير من الاهداف التي تبني من أجلها السدود مثل التحكم بالفيضانات التوليد الكهربائي و الري و الترفيه و تربية الأسماك و، قد يكون احد هذه الاهداف او مجموعة مختارة منها مثل الكهرباء والري و التحكم في الفيضان (كالروصيرص و سنار والسد العالي) وقال إن الاهداف الثلاث الاولي تعتبر ذات مردود اقتصادي مباشر و ذلك لان الثابت في دول العالم الثالث انها لا تملك المال للمشاريع الضرورية الملحة ذات العائد الاقتصادي ناهيك عن المشاريع الترفيهية بحجم سد النهضة وقال إن التحكم في الفيضانات بواسطة السدود ليس اختياراً تختاره متي ما شئت، بل هو لابد أن يكون موضوع في صلب أهداف المشروع ومن ثم يوضع له الاعتبار في تصميم المشروع سلفاً وإلا كان خصماً على احد الاهداف التي انشأ لاجله السد وفكرة التحكم في الفيضان ايضا ليست خياراً بدون تكلفة، وكلما كان الفيضانات المستهدف التحكم فيها كبيرة مثل فيضانات النيل الازرق زادت من التكلفة تبعاً لذلك وفكرته ببساطة ان يكون هناك حجم فارغ من البحيرة يترك حصرياً لخزن كمية مياه الفيضان او لتاخيره انسيابها لاراضي خلف السد (لابد ان يكون ذلك الحجم فارغا حتي يستغل في خزن الفيضان وإلا اصبح عديم الجدوي إذا استغل لاي تخزين آخر كالري او التوليد الكهربائي مثلاً).
وقال إن البعض روجوا لمد الخطوط الكهربائية للسودان وبسعر تفضيلي وهذا ايضا لم تذكره اثيوبيا نفسها بل تركته لابواقها في السودان، وتساءل عبد الكافي لماذا اختارت اثيوبيا هذا الخيار، سد ضخم وتكلفة عالية وكهرباء اقل؟؟!! ولن تتمكن من الدفاع عنه اذا علمنا ان السد السروجي يبعد عن الحدود السودانية 5 كلم وآثار بيئية حتي الان لا يعلم بها الا الله وسد لايقاف العمل فيه لا يحتاج للصواريخ و اسلحة الدمار و اقيم في موقع تصبه رصاصة البندقية من داخل السودان وتكفي صوت رصاصتين لزعزعة الامن في منطقة السد فيحمل الخواجات بعضهم لاجل السلامة
وتساءل عبد الكافي عن من دفع لاثيوبيا ثمانية مليار دولار لتبني سد النهضة؟ وزاد لم يكن الدفع دفعاً عادياً بل كان بسخاء منقطع النظير بحيث أن السد لم يتوقف ابدا بسبب المال بعد ان تجاوز الميزانية المرصودة له؟وقال إن الذين دفعوا لاثيوبيا هذه الاموال الطائلة و التي ليس لاثيوبيا او لغيرها من بلاد العالم الثالث من امكانية هم نفسهم من خططوا لها هذا المخطط و سيكون شرق السودان قطعة الكيكة لاقتسامها.
مناهضة
وقال عبدالكافي الطيب انهم في مجموعة مناهضي الترتيبات الجارية لسد النهضة التي تضم نساءاً ورجالاً يحملون مؤهلات علمية عالية في مختلف المجالات وخبرات رفيعة و معتبرة في مختلف التخصصات وبعض المهتمين بالأمن المائي للسودان، َوبعضهم سبق له العمل في نفس هذا الملف ويدري خباياه، هذه المجموعة لا يجمعها الا حبها للسودان و العمل للحفاظ عليه من الكوارث و الدسائس والهم الدائم ان تري الوطن في مصاف الدول المتقدمة و الموقع الكبير الذي يشبه السودان و انسان السودان ، اضاف “لقد حاولنا وبشتي السبل توصيل رأينا للجهات المختلفة فكان ردهم كما لو اننا نحادث الجانب الأثيوبي لا السوداني.
أمان السد.
ويقول الأستاذ محمد عثمان المبارك القيادي في حزب المؤتمر السوداني ان المكان الذي أقيم عليه السد هي منطقة عالية وهذه الأرض عبارة عن أرض بركانية من المحتمل أن تكون معرضة للزلازل علاوة على أن جسم هذا السد مبني خرسانيا فإن هذه الأرض البركانية تمتص وامتصاص الماء الماء يعني نزول السد ونزول السد فيه خطر على السودان لأن هذا السد سعته التخزينية كبيرة جدا هذه الكمية الكبيرة من المياة إذا لاقدر الله انكسر هذا السد على السودان السلام سوف يمسح السودان من الدمازين حتى حلفا إذن نحن أكثر تأثيرا علاوة على ذلك أن جغرافية المنطقة ومناخها وكل ذلك سوف يتغير كيف نرضى بذلك وأضاف حسب تداول المعلومات من ذوي الاختصاص فإن السودان في خطر وان هذا السد يعتبر كارثة العصر على السودان حال ان ينهار.
تحذير
وكانت المجموعة المدنية المناهضة لسد النهضة قد حذرت عشرات المرات في الفترة الأخيرة من مخاطر سد النهضة الاثيوبي على السودان من نقص في المياه وتغييرات مناخية وتهديد بالغرق حال الانهيار وطالبت بإقالة وزير الري لعدم تفاعله مع حجم المخاطر وكذلك اعفاء اللجنة التفاوضية ولاتزال المجموعة المدنية تنشط في توعية قطاعات واسعة من المجتمع السوداني.