حسين خوجلي: أنا محارب إسلامي بالكذب (إسحاق أحمد فضل الله)
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
نشر حسين خوجلي كلمة خائبة وزّر فيها الشيوعين بمقتلة جزيرة أبا في مارس 1970 إبان حكم نميري (1969-1985). وقولي بخيبتها لأنه لم يحسن فيها صناعته النقدية العظمي وهي الكذب حتى شرخ الحلقوم. فكتب عن اجتماع خطير خلال مواجهة النظام والأنصار انعقد ليكلف طائفة من الشيوعيين بالتعبئة لحرب الجزيرة أبا. ولم يتطرق حسين الكذاب للصفة “التنظيمية” لذلك الاجتماع الذي لابد اطلع على وثائقه من شدة علمه بالأسماء التي انتظمت فيه وجبهات شغلهم. هل هو لجنة مركزية؟ مكتب مركزي؟ لجنة مديرية، اجتماع كادر؟ حشد تعبوي؟ لمُلام؟
جاء حسين ب”خطير” الشيوعية واخواتها في وصف الاجتماع. ولا يعرف القارئ سبب حسين للقول بأنه اجتماع خطير: هل كان خطيراً عند من عقدوه؟ هل هو خطير عند من عُقد ضدهم؟ أم أنه خطير بالعاقبة أي في أيامنا هذه يلحن أمثاله بالقول يرمون الشيوعيين بالمقتلة. ومن فرط بؤس كذبه الضار أنه جمع في اجتماع شيوعي شتيتين. فجاء بذكر شيخ الأمين محمد الأمين، رئيس اتحاد المزارعين وعضو مركزية الحزب الشيوعي، وعبد الله عبيد، الكادر الصحفي وعضو لجنة مديرية الخرطوم، والتجاني الطيب، وسعودي دراج، عضوا اللجنة المركزية، والخاتم عدلان كادر الحركة الطلابية. ونكتفي بهؤلاء لنقول إن اجتماع هذا الكادر في موقع واحد للتخطيط لأي شيء مستحيل الحدوث. فقد وقع بينهم الفرفار منذ اختلفوا حول تقييم ما حدث في 25 مايو: أانقلاب أم ثورة؟ وتفرقوا في حزبين افتراضيين حتى وقع الانقسام التنظيمي المعروف في أغسطس 1970 فصرنا حزبين مستقلين متناقرين. فكان الأمين وعبيد في جناح أحمد سليمان بينما كان التجاني وسعودي والخاتم في جناح أستاذنا عبد الخالق محجوب. وكانوا الشحمة والنار. بل وحمل أول خطاب لأستاذنا عبد الخالق محجوب من القاهرة تقريعاً لنا لفساد صبرنا ما يزال على “المنقسمين” أي جماعة أحمد سليمان.
ولفح حسين بذيله الخائب مرتضى أحمد إبراهيم، وزير الري في حكومة نميري الأولى، فجعله حاضراً في الاجتماع مكلفاً بتعبئة المهنيين. ولا أعتقد أن مرتضى حضر اجتماعاً للشيوعيين منذ عهد الطلب في الخمسينات أو قبلها وإن كان شديد الولاء للحزب. ولولا امتناع حسين عن إحسان الكذب لعثر على مهني شيوعي خطير منا يزج به في ذلك الاجتماع الخطير بلا تكفف الخطأ. فعندك فاروق أحمد إبراهيم، وفاروق أبو عيسى، والطيب أبو جديري. وأنا مالي صغير؟ ساوى ومتفرغ حزبي. فلم يشرفني بحضور ذلك الاجتماع الخطير كأنه يربأ بي الخطورة. ووزع شغلي الذي تفرغت للحزب لأجله، وهو تعبئة المبدعين، على جمعة جابر، ومحجوب شريف، وعبيد.
معلوم أن حسين خوجلي تابلويدي. والصحافة التابلودية هي التي تذيع، ضمن أشياء أخرى إثارية، أفكاراً سياسية متطرفة من جانب واحد. ولم يرتفع حسين في كلمته هذه حتى لمستوى الإثارة السياسة وحيدة الجانب. فهو لا يقرأ، على تخصصه في الفلسفة، إلا منتخبات من أدب العرب يخلطها ب”أنس أم درمان” الذي يعتقد أنه منتهى المعرفة والألطة. فلا يطيق وضع الصلب على الكرسي، كما قال نميري، والاطلاع. فجاء بخبر لم يأت به أحد من شيعته الإخوان ولا من الأنصار الذين اكتووا بالمقتلة. فقال إن فرقة شيوعية اقتحمت الجزيرة اباً بدباباتهم في تلك الأيام من مارس . فتصدى لها الأنصار. وحصروها فكذبت عليهم حين سألوها عن سبب مجيئها للجزيرة. فزعم شيوعيو الفرقة المحاصرة أنهم كانوا في طريقهم للجنوب ثم قالوا النمشي في دربنا ندي الأنصار دقة فد مرة.
ولم ترد هذه القصة في أي من روايات الأستاذ أحمد عبد الرحمن أو مهدي إبراهيم من شيعته ولا في روايات الأنصار من مثل السيد الصادق المهدي أو السيد الصادق الهادي المهدي ناهيك من روايات من شهدوا الموقعة من العسكريين. فمن خُلق التبلودية أن يبنيها التابلودي على ذرة حقيقة أما أن تبني على لا شيء فابتذال غير خليق برجل على قمة هرم إعلامي ينتظر منه أهله التربية على الإحسان.
وسنتابع الكتابة عن أبا كما وعدنا بعد إزالة هذا “التمكين” السمج للأكاذيب من طريقنا.