الصحافي ناقل معلومات

أتحدث اليوم عن مسألة مهنية، لكن المؤكد أن لها علاقة وطيدة بالظروف الحالية التي نعيشها جميعاً.

سبق أن تطرقت إلى مدرسة جديدة في كتابة الأخبار ترفع شعار” الأخبار لكن باقتضاب” وهي محاولة ملفتة لخلق تزاوج بين الصحافة الورقية والإلكترونية والمسموعة.

في سياق بحث عن صحافة تطبق ما تقوله هذه المدرسة،وجدت صحيفة اليكترونية مقرها في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن وهي صحيفة ” وورلد بست نيوز”تعتمد أسلوب “الأخبار المقتضبة”.إختارت هذه الصحيفة خطاً تحريرياً غير مسبوق.إذ تنشر الأخبار الجيدة فقط، وتتجاهل الأخبار السيئة أو السلبية .

أنقل لكم أربعة أخبار كتبتها الصحيفة بأسلوب مدرسة” الأخبار لكن باقتضاب”، ثم أعود إلى كيف تحدد الصحيفة هويتها .

*انضم اليوم بلدان سياحيان وهما هاواي وتايلند إلى مجموعة من دول تتزايد بإستمرار قررت حظر استخدام الملاعق والشوك البلاستيكية أكثر من مرة واحدة.

*بلغت مدينة بيرغن النرويجية الرقم القياسي خلال هذا الشهر في عدد السيارات الكهربائية. إذ تعمل 19 بالمائة من سيارات المدينة بالكهرباء.

*أفاد تقرير نشر اليوم أن العالم أصبح بشكل عام أكثر تسامحًا مع الأقليات العرقية خلال العقد الماضي ، وشمل إستطلاع عن الموضوع 167 دولة.

*رفعت إندونيسيا اليوم الحد الأدنى لسن الزواج من 16 إلى 19 سنة للفتيات وذلك في خطوة للحد من زواج القاصرات.

إذا أخضعنا هذه الأخبار لقواعد كتابة الأخبار الأساسية سنجد أنها تحترم هذه القواعد إلى حد كبير، وهي تعمل طبقاً لأسلوب مدرسة ” الأخبار لكن باقتضاب”.إذ أن عدد كلمات كل خبر في اللغة الأصلية التي كتبت بها يتراوح ما بين 25 و 30 كلمة.

بشأن المضمون، هي قطعاً أخبار سارة ، أما أن تكون الأفضل فتلك لها علاقة بالقارئ الذي تتوجه له الصحيفة، إذ الأخبار المفرحة لقارئ في كوبنهاغن ربما لا تعني شيئاً لقارئ في بوجمبورا .

تقول الصحيفة عن نفسها إنها تصدرها منظمة “أفضل أخبار العالم” وهي منظمة إعلامية مستقلة تهتم بالتحديات في العالم، مثل الفقر المدقع وعدم المساواة وتغير المناخ.

وتوضح الصحيفة إن دراسات أفادت أن الدانماركيين لا يعرفون سوى القليل عن الدول النامية والتنمية العالمية بشكل عام ، وأنهم يعتقدون أن التنمية في العالم أسوأ بكثير مما هي عليه في الواقع في عدد من المجالات” لذلك ركزت الصحيفة على الأخبار الإيجابية.

أختم لأقول إن الصحافيين لا يمكنهم المفاضلة بين الأخبار الجيدة أو السيئة على الرغم من القول الشائع ” أخبار سيئة هي أخبار جيدة للصحافيين”.

يفترض أن ينقل الصحافيون جميع الأخبار لان الصحافي ناقل معلومات.

نقطة إلى السطر.