آلة الساكسفون الموسيقية .. نشأتها في العالم وتاريخها في السودان

0 747

بقلم : طارق علي الدخري

( طارق ساكس )

الساكسفون هو آلة نفخ اسطوانيه تصويريه تنتمى لعائلة( الريش) تصنع عادة من النحاس الأصفر (قديما) ولاكن الان تبدل الحال وأصبحت تصنع من عدة مواد أخرى،،، ويتم العزف عليها عن طريق قصبه هوائيه توضع فى مقدمة البالوصه الهوائية أو المبسم الامامى المواذى للفم وتسمى (الريشه).

اخترعها أدلوف ساكس فى عام 1840 وهو من أصل بلجيكي ، ويحتوى جسم الإله على 21 ثقبا ويتم التحكم بها عن طريق مفاتيح ويتم التحكم بالمفاتيح على شكل مجموعات بواسطة الأصابع الثلاثه الأولى من كل يد هنالك أيضا ثقب يستخدم لرفع الأصوات الناتجه عن الاله أو بما يسمى بـ (الأكتاف) عن طريق الحركة نحو الأعلى أو إلى الاسفل .

ولد أدولف ساكس ببلجيكا فى مدينة دنيان على ضفاف نهر (موز) فى السادس من نوفمبر 1814 ، وبرغم من إعطاء اسمه لالة الساكسفون وهو الاختراع الذى أحدث ثوره فى عالم الموسيقى ولاسيما فى مجال الجاز والبلوز _الا انه غير معروف للجمهور العريض.

في عام 1842 انتقل ساكس إلى باريس وذلك بعدما بنى شهره واسعه له فى مجال تصنيع الآلات الموسيقيه ، وهناك أنشأ عدة أشياء لدعم مهنته.

فى عام 1845 شارك فى مسابقه نظمها الجيش الفرنسى الذى كان يرغب فى إجراء تعديلات على النمط الموسيقى السائد فى الموسيقى العسكرية آنذاك ، وفاز ساكس بالمسابقه بفضل آلة (الساكسفون) ذات الصوت المرتفع متفوقاً على منافسه الملحن الإيطالى (ميشال كارافا).
وفى عام 1846 تقدم ساكس للحصول على براءة اختراع لاله موسيقيه جديده آنذاك هى (الساكسفون) والتى أثارت إعجاب المولف السيمفونى (هكتور برليوز).

انتشر استخدام الساكسفون فى القرن العشرين وخصوصا فى الولايات المتحدة الأمريكية وتزامن انتشارها فى تطور موسيقى الجاز والبلوز وصار ملازما لها.

ولاكن هذه الاله والآلات النحاسيه التى صممها ساكس لم تجد طريقها بسهوله إلى المؤلفات الكبرى للموسيقى الكلاسيكية بل تطلب الأمر وقتاً قبل أن تدخل شيئاً فشيئا إلى الفرق الموسيقيه التابعه لدار الأوبرا على غرار آلة (الترامبيت) التى صممت عام 1880 خصيصاً لاوبرا (عايده) للمؤلف الإيطالى (فيرى).

عانت آلة الساكسفون من رفض الموسيقيين التقليديين فى الفرق تجنباً لعبء التعلم عليها واتقانها. وايضا لارتباطها فى الاذهان بالموسيقى الشعبيه وخصوصاً موسيقى الجاز التى ارتبطت بها واكسبتها شهرتها العالميه الواسعه.

ولالة الساكسفون عدة أنواع هى.
1 سبرانينو ساكس.
2 سبرانو ساكس.
3 الطو ساكس.
4 تينور ساكس.
5 بارتون ساكس.
6 باص بارتون ساكس.
وعند الغرب ظهر بعض العازفين المهره ولهم بصماتهم الواضحه على هذه الاله ومنهم الإيطالى (فاستو بوبيتو) والأمريكي (كنى جى) والأمريكي (اوشارلى باركر) و(ليستر يونغو) والهولندي (هانس دولفر).

– الساكسفون في افريقيا

المحطه الأولى كانت لعازف الساكسفون  النيجيرى (فيلا كوتى) المولود فى 15 أكتوبر 1938 والذي كان يجيد العزف علي عدد من الات النفخ الاخري ، كان فيلا كوتى رائداً فى موسيقى افروبينت ومؤلفا موسيقيا بارعا كما كان ناشطا فى مجال حقوق الإنسان وسياسياً مستقلا .

وموسيقى الافربينت هى مزيج من موسيقى الجاز والفانك وموسيقى هاى لايف الغانيه النجيريه بلاضافه إلى الإبداعات الغنائيه والايقاعات التقليديه الافريقيه وغيرها ، وفيلا كوتى هو من أوائل الموسيقيين الأفارقة من جنوب الصحراء كان له الحضور أوروبيا بالرغم من اراه السياسيه نحو الغرب رحل فى 2 اغسطس 1997 اسلم الروح إلى ربه

المحطه الثانيه.

مع الأسطوره الكمرونى (مانو دبانقو) أو إيمانويل نجوكيه ولد دبانقو فى 21 ديسمبر 1933 فى مدينة دولا فى الكمرون من عائله بروتستانتيه أرسله والده إلى فرنسا فى سن الخامس عشر أملا فى أن يصبح طبيباً أو مهندسا.

ومن ثم تحول الحال إلى عالم الموسيقى واصبح من نجوم موسيقى الجاز وفى 24 مارس الماضي أعلنت أسرة عازف الساكسفون الكاميرونى مانو ديبانقو الشهير عن وفاته فى فرنسا بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد عن 86 عاما واصبح اول نجم عالمى يقضى جراء الوباء.

– المحطه الثالثه الساكسفون فى السودان.

على حسب علمنا بالنسبه للآلات النحاسيه عموما والات الساكسفون ليس ببعيده عنهم،،،، ، تم دخول هذه الآلات بواسطة الإنجليز عندما حضروا إلى السودان وكان (سلاح الموسيقى العسكرية الإنجليزى) أول من ادخل هذه الوحده إلى السودان مع 5 وحدات أخرى كنواة للجيش السودانى ولتسيير دولاب الدوله السودانيه وفقا للبرتوكولات الرسميه الموجوده ، وكانت توجد فرقتين إحداهما انجليزيه والثانيه مصريه ثم بدأوا فى تجنيد طلبه برتبة نص تعيينات لتكوين جسم موسيقى سودانى مستقبلى .
وهنا تؤكد كل الدلائل بان الأستاذ (العقيد أحمد مرجان والصول عبدالله إسماعيل بشير) هم أول من عزفوا على آلة الساكسفون فى السودان وكان ذلك فى عام 1914 ويليهم الأستاذ المقدم عبد القادر عبدالرحمن عام 1918.

ثم يأتي الملازم الأستاذ محمود عثمان 1938 وهو يعد من أحسن من عزفوا واجادوا على هذه الاله وفق رأى الأساتذة على مستوى الموسيقى العسكرية والموسيقى المدنيه ، وفى حديثى مع الاستاذ شرحبيل أحمد أكد لى بأن محمود عثمان من أحسن الذين اجادوا هذه الاله فى السودان وللاستاذ محمود عثمان بصماته الواضحه حيث تعامل مع الاستاذ محمد وردى فى الستينيات وقام تسجيل نشيد (يقظة شعب) في عام 1962 كساكسفون (صولو) لوحده من غير مصاحبة  لأي آله أخرى ولمدة نصف ساعه !.

ومن الملاحظات التى لاحظتها كعازف ساكسفون في الوسط الفني  أنه عند لقائك بفرقة الأستاذ محمد وردى اول ما يتم  ذكره لك  هو محمود عثمان (يعنى ياتبقى زيو او احترم نفسك امشى).

وفي هذه السانحة يطيب لي ذكر العازفين الرواد لآلة الساكسفون  الذين اجادوا وأبدعوا وأثروا الساحة الفنية بروائع الأعمال الموسيقية في السودان بدايه من عام 1914 وإلى 1971.

الصول آدم حسين 1938 الصول تويت دواس الجاويش محمد على تمساح 1944 ثم تعاقبت الأجيال و لاننسى الذين أتوا من بعدهم أمثال العقيد محمد الحسن بابكر السنجك 1952 الذى كان يعزف على آلة الترامبيت والكمان ثم الساكسفون ، والجاويش إبراهيم عثمان والبتجاويش آدم النور والصول جمعه إسماعيل أمام (عم جمعه) ورئيس ومدير أعمال الراحل مصطفى سيد أحمد سابقا والرائد الماحى حسين الماحى والمساعد بشير محمد أحمد (اريره) والرقيب عبده ناصر سرور والرقيب ناصر منعم كالو والجاويش محمد آدم المنصورى والصول جمعه جابر والمقدم رحمة الله على عمر والرقيب فضل جاد قسم الله والصول عبدالله دينق والعريف أحمد الطيب النور والجندى آدم دينق والرقيب عيسى أبكر والرقيب مصطفى محمد حسين بليله الرقيب مرزوق محمد عثمان والرقيب محمد الرحمه أحمد والرقيب الصادق التاتاى يوسف والصول مدواك اشويل والملازم شمس الدين إبراهيم نورمال والوكيل عريف السر حسن فضل المولى والجندى عبدالحليم محمد والجاويش الجاك البير والجاويش محمد حسين مادبو والمساعد آدم هارون موسى والعريف الصافى محمد أحمد والرقيب اول التجانى أحمد الفكى والرقيب على أحمد عتيل والعريف محمد المجتبى والعريف حمدان تيمان دروه و االمساعد حامد عثمان والمساعد يوسف الله جابو الفيت والبقيه ستأتى في مقال اخر .

طارق ساكس
عازف وباحث موسيقي

tariqsax11@yahoo.co.uk

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.