هل تسير حكومة حمدوك على خطى حكومة سر الختم الخليفة شبرا بشبر وذراعا بذراع؟

0 113
كتب: الباقر العفيف
.
مقدمة
لم تُكمِل حكومة جبهة الهيئات التي تشكلت عقب ثورة أكتوبر ١٩٦٤ دورتها المقررة بستة أشهر فقط. وإنما أُجهِضَتْ وهي بعد مضغة تتخلق في رحم الثورة، لم تُنبِت عظاما أو تُكسَى لحما. ولمن لا يعلم فجبهة الهيئات هي تجمع مِهَنِيِّي ذلك الزمان البعيد. فكيف أُجهِضَت ومن هم الذين أجهضوها؟ أجهضتها الأحزاب الطائفية وجبهة الميثاق الإسلامي التي ناصبتها العداء وحاصرتها وحاربتها حربا ضروسا حتى قضت عليها وعلى جبهة الهيئات معا.
وقد أجهزت الأحزاب على حكومة أكتوبر على مرحلتين. المرحلة الأولى هي مرحلة الانحناء للعاصفة ودق “مسمار حجا” في جدار بيت الثورة. تَمَثَّل ذلك في دخول الأحزاب في حكومة الثورة بوزير واحد لكل حزب، تاركة الغَلَبة فيها للمهنيين. استمرت هذه المرحلة لنحو ثلاثة أشهر، (من نوفمبر ١٩٦٤ لفبراير ١٩٦٥)، وهي المرحلة التي “شلَِعت” فيها الأحزاب “راكوبة” جبهة الهيئات، الحاضنة التي كان يُرجى أن يكتمل نمو المولود في رحمها، شِعْبَة شِعْبَة، وقناية قناية، وقشة قشة، تاركة الحكومة مكشوفة الظهر ملقية في العراء. والمرحلة الثانية وهي مرحلة احتلال البيت وطرد أصحابه منه بعد أن قُبِرت الحاضنة. فقد نجحت الأحزاب في إجبار سر الختم الخليفة، رئيس الوزراء، على تقديم استقالة حكومته وفرضت تشكيل حكومة حزبية صِرْفَة طردت منها المهنيين والعمال والمزارعين الذين وصفتهم بأنهم شيوعيون “تسللوا” للحكومة عبر جبهة الهيئات. وهكذا أُسدِل الستارُ على ثورة أكتوبر و وُوْرِيت الثرى.
وكان ضمن الذين استماتوا في استنهاض جبهة الهيئات لترتفع لمقام أولي العزم في القيادة السيد مزمل سلمان غندور، وكان وقتها ضابطا بالجيش. طالب غندور بإصرار شديد بأن تُكَوِّن جبهة الهيئات حكومتها لوحدها وألا تُشرِك معها الأحزاب إطلاقا، وتَوَعدَّهم “بالندم والخسران” إن هم ارتكبوا ذلك الخطأ التاريخي. وبالفعل استبان قادة جبهة الهيئات النصح ضحى غدٍ باردٍ من فبراير ١٩٦٥.
حكم العوام حرام
والدرس المستفاد من هذه التجربة التاريخية هي أن هذا الحلف الثلاثي التاريخي المتمثل في الحزبين الطائفيين ومجموعات الإسلاميين لم ولن يُطِق رؤية “مدنيين” في الحكم دونهم. فكأن المعادلة في أذهانهم هي “إما أن يحكم العسكر أو نحن”. وذلك لسبب بسيط وهو لأنه، في وعيهم، هم “السادة” وغيرهم “العوام”. إذن فليس هناك منطقة وسطى يمكن أن تَسَعَ مدنيين من “العوام” حتى ولو كانت “فِرَيْقة صِغَيْرة”، خلال فترة انتقالية محدودة.
ففي شرعهم “حكم العوام حرام”. خصوصا لو كان هؤلاء العوام من “مطاليق اليسار” المتمردين على حكم “السادة” الذين يرددون الهتافات “قليلة الأدب”، من عينة “لا زعامة للقدامى” و “سقوط القداسة تحت أقدام السياسة”. أو لو كان هؤلاء العوام “حدثاء أسنان” يتلمظون كلاما عن “الشعب”، و”كرامة” المواطن “والكلام الفارغ ده”. أو لو كانوا “حالمين” ينادون “بمحاربة الفقر”، و”التعليم المجاني” و”العلاج المجاني” و”حقوق الانسان” و”حقوق المرأة” و”الخزعبلات دي”. أو لو كانوا “صعاليك” ممن يعاقرون الخمر ويأتون الفاحشة، ولذلك لا يريدون حكومة تجعل ضمن مسؤولياتها حمل الشعب على السلوك القويم، وإصلاح آخرتهم وزحزحتهم من النار بسد الذرائع حولهم حتى لا يقعوا في الحرام. وينادون، بدل ذلك، بحكومة “متفسخة”، “يزعمون” أن مسؤوليتها الأساسية هي توفير البيئة التي لا تدفع الناس لأمراض السلوك الناتجة من “تشوهات العوز والفقر” وغيرها من الحزلقات والترهات والكلام “الخارم بارم”.
التاريخ يعيد نفسه
وما أشبه الليلة بالبارحة. فها نحن نشهد التاريخ يعيد نفسه، وتتعرض حكومة حمدوك لمصير يشابه من وجوه كثيرة مصير حكومة سر الختم الخليفة. فها هي الأحزاب والحركات تشرع حرابها لانتياش حكومة الكفاءات التي جاء بها المد الثوري الجارف الذي جعل الأحزاب تحني رؤوسها أمامه إلى حين. ورأينا نفس التكتيك القديم يجري إخراجه من “سحارة” الماضي وتشغيله كما هو دون تعديل ودون تعب، حتى ولو كان بمسحه من التراب العالق به من أثر السنين. نفس الخمر القديم يُعَبَّأ في نفس القناني القديمة. ونفس الاتهام القديم “بتسلل” أحزاب اليسار من شيوعيين وبعثيين للحكومة تحت ستار “الكفاءات المهنية”. ونفس المطالبة بانتخابات مبكرة. ونفس السعي لتغيير طبيعة الحكومة من حكومة كفاءات لحكومة حزبية صِرْفَة وطرد المهنيين منها.
وهكذا يتعرض شعار الثورة الأساسي برفض المحاصصات الحزبية وتكوين حكومة كفاءات لقتل غير رحيم. ويتولى كبر هذا الجرم حتى الآن هذا الثلاثي.
حزب الأمة
جاء السَّهم الأول للإجهاز على هذا المبدأ العظيم من حزب الأمة وذلك بالنقد المثابر والدؤوب للحكومة حتى قبل أن تُولَد، ومنذ مرحلة الترشيحات. فمرة يصفها “بالمحاصصة الحزبية”، ومرة يصفها “بتجاوز المنهجية والأسس المتفق عليها”، وتارة يدمغها “بالضعف والفشل” ومرة يصفها بأنها واقعة تحت تأثير “الحالمين”. كذلك استهدف حزب الأمة الحاضنة السياسية، قوى إعلان الحرية والتغيير، وطالب بحل المجلس المركزي والتنسيقية المركزية وإبعاد الممثلين الحاليين، وتشكيل تلك الأجهزة من عناصر جديدة. بالإضافة إلى زيادة تمثيل كتلة نداء السودان، التي يقودها الحزب، بما يوازي حجمها الطبيعي داخل قوى التغيير. وأخيرا أعلن الحزب تجميد عضويته في التحالف وقدم طرحا بديلا يتجاوزه بالكلية أسماه “العقد الاجتماعي”. التكتيك الوحيد الذي لم يستخدمه حزب الأمة هذه المرة هو جلب الأنصار من بحر أبيض لإسقاط الحكومة.
الجبهة الثورية
أما السَّهم الثاني فقد جاء من حَمَلَة ألوية قضايا الهامش، وتحديدا من الجبهة الثورية. كانت عين قادة الجبهة الثورية على مناصب الفترة الانتقالية منذ اللحظة الأولى. فقد بادرت حركتا جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل أبراهيم بلقاء نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي حميدتي في تشاد في أواخر يونيو ٢٠١٩. كان هذا اللقاء بعد مجزرة القيادة، وفي الوقت الذي كان يذرف فيه الشعب دموعا سواجم على شهدائه. وحين كان يُطاف بحميدتي القرى والبوادي لأخذ بيعة العمد والأمراء والشراتي من منبوذي الإدارات الأهلية لتنصيبه هو والبرهان سادة جدُدُا في محل البشير، بينما كانت تجوب كتائبهما طرقات المدينة تُسِيم الشعب العذاب، تُلهب ظهور الرجال في الشوارع، وتُذِيق شبابه الهوان، في محاولة لكسر شوكته إلى الأبد وتحويله لشعب من العبيد. وعندما انهزم الانقلاب بفضل إرادة الشعب التي لا تُقهر وجسارة شبابه التي لا تُكسر، وبدأ تكوين الحكومة المدنية احتج قادة الجبهة الثورية وطالبوا بوقف تلك العملية إلى ما بعد السلام. ودافعوا عن استمرار المجلس العسكري في حكم البلاد منفردا إلى أن يتحقق السلام، فتصوروا. وفي نفس تلك الأيام جاء التوم هجو للخرطوم و”عجاجه يلوي”، يكيل السباب لقوى إعلان الحرية والتغيير بوجه عبوس مكفهر، كأنما “عليه قَبَرَة ترهَقَه قَتَرة. ويغازل في العسكر ويشيل ويشكر فيهم بوجه منزوع الحياء”(جني وجن الرجال البتدهنسوا للعساكر). حتى أفصح عن حقيقته بلسانه عندما قال “تم التنكّر لنا… الذين يعيشون في الخرطوم يعتقدون أن هذه الثورة ملك لهم وأنهم يجب أن يجنوا ثمارها. يأتون بالآخرين ليعطوهم بعض هذه الثمار، وهذا لن يحدث”. إذن هذه هي قضيته التي “حِفَتْ كرعينه” من أجلها وهذه هي همومه التي تستغرقه. فما أتفهها من قضية وما أصغرها من هموم. فالثورة عنده تعني قطف “الثمار” التي روتها دماء الشهداء بينما هو يتسقط الموائد في أصقاع الدنيا. ضعف الطالب والمطلوب. إن أمثال هؤلاء غير مؤتمنين على المنصب العام. وصدق النبي الكريم عندما قال “إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله” فما بالك بمن ألحف في السؤال حتى جف لسانه. أبدى قادة الجبهة الثورية وجها قبيحا بعيدا كل البعد عن نبل الثورة، وتهالكا مقيتا على مناصب الحكم الانتقالي وأبدوا في سبيل ذلك استعدادا للتحالف مع العسكر ضد الثورة. وما أصدق الحكمة “ما الخمرُ صِرْفا بأَذهبِ للعقولِ من الطمعِ”.
حزب المؤتمر السوداني
أما السهم الثالث الذي أصاب مبدأ الثورة في عدم المحاصصة الحزبية فقد جاءنا من حيث لا نحتسب. وكما يقولون “من مأمنه يُؤتَى الحَذِرُ”. أطلق هذا السهم حزب المؤتمر السوداني، مظنة الحصافة والنضج السياسي. الحزب الذي استقبله الناس بالبشر والترحاب باعتباره سيجترح طريقا جديدا في مزج السياسة بالأخلاق تُعيد للشباب الثقة في الأحزاب. تلكم الثقة التي أضاعها السياسيون “الميديوكرز” أو متواضعو القدرات، وأصحاب المطامع الشخصية. ومن ذلك إعلاء شأن الوطن الواسع فوق الشأن الحزبي الضيق. ألا يدرك حزب المؤتمر السوداني أنه بموقفه ذلك إنما يفتح الباب على مصراعيه للتنافس الحزبي حول المناصب، والتزاحم عليها بالمناكب، والتداعي عليها تداعي الأكلة على القصعة؟ ألا يدري بأنه يفتح الباب للاصطفاف و”الحَفِر”، والتآمرات الصغيرة -أدعمني هنا وأدعمك هناك، ودعنا نُقرِّب زيد ونطيح بعبيد؟ ألا يدري أن الجيوش المصطفة التي ترنوا بناظريها للمناصب سوف لن تنتج سوى التوسع في الوزارات والوظائف وزيادة عدد النواب في المجلس التشريعي مما يؤدي لترهل جهاز الدولة وإثقال كاهله بالمصروفات الإدارية؟ ألا يدري أن المسؤولين الحزبيين سوف يُقدِّمون المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية، مما يُحَوِّل مجلس الوزراء لميدان تتطاحن فيه الأجندة الحزبية المتضاربة وتُصَفَّى فيه الحسابات الصغيرة، وأن هذا سوف يصيبه بالشلل وعدم القدرة على اتخاذ القرار؟ ألا يدري أن المسرح السياسي يعج بخليط متنافر من البشر، وأن بين هؤلاء قليل من الثوريين الشرفاء وكثير من العملاء والانتهازيين و”العَطَالَى” والمتسكعين والسماسرة في أسواق النضال؟ ألا يدري بأن هؤلاء الأخيرون سيجدون الترحاب الشديد من أعداء الثورة وسوف يمارسون دورهم المدفوع الأجر في خلط الأوراق وإرباك المشهد السياسي وتخريب الحياة السياسية، وخلق البيئة المفضلة لخدمة مصالحهم الشخصية ونقض مكاسب الثورة وافشالها؟ ألا يدري أنه بذلك يفتح ثغرة يتسلل عن طريقها أهل النظام القديم عندما يصل المناصب زملاؤهم القدامى وحلفاؤهم الجدد وكل من أدمن بيع ضميره في سوق النخاسة؟
ألا يدري حزب المؤتمر السوداني أنه بذلك يساهم في القضاء على أهم توجه للثورة، وأن هذا سيغير من طبيعة الحكومة ويحولها لحكومة حزبية بامتياز، مثل حكومة أكتوبر الثانية، مما يؤثر على مسارها ويحرفها عن روح الثورة؟ ألا يدري أنه بذلك يفتح صندوق بندورة نتن سوف يزيد هذا المشهد المعقد أصلا تعقيدا على تعقيد؟
الطريق ما زال طويل
فيا شباب الثورة العظيمة ويا كنداكاتها الجسورات،
يا مشاعل الضوء في غيابات الجِباب،
أيتها البروق اللوامع في دياجير الظلام،
يا من استنقذتمونا من بين أنياب ومخالب الضباع الإسلاموية الشرهة،
اعلموا بأن الساسة الذين حفظتم لهم ماء وجوههم وهم على وشك الجثُوِّ على ركبهم أمام نظام الإنقاذ يتهيؤون الآن لخذلانكم. فتأهبوا لحماية ثورتكم. فأنتم صناعها وأنتم ملاكها. تأهبوا لحماية مستقبلكم لأنه ملككم أنتم لا ملك الذين أفسدوا زمانهم وعُمِّروا طويلا ليفسدوا عليكم زمانكم. تأهبوا فإن خريفا ماطرا في انتظاركم.
شعب عملاق يتقدمه أقزام
لقد خذل السياسيون هذا الشعب المرة تلو الأخرى. كانوا أبدا دون قامته. كانوا دوما متخلفين عنه بفراسخ. سقطوا في جميع الامتحانات. وفشلوا في كل المحكات. خيبوا ظنه كلما استنجد بهم لانتشاله من وهدته. تثاقلت خطاهم إليه كلما ناداهم لفزع. وتسارعت ذات الخطى مهرولة بعيدا عنه كلما لاح في الأفق سراب لمطمع.
فيا شباب الثورة الأشاوس ويا كنداكاتها الجسورات،
لا تركنوا للسياسيين البتة، فهم متقلبون، متناقضون، لا يرعون عهدا ولا ميثاقا، ينقضون اليوم ما غزلت أيديهم بالأمس. كل يوم همُ في شأن. “يَشُكُّوا في ورق الكوتشينة ويوزعوا من جديد”، فتنماز صفوفهم حسب تلكم “الشَّكَّة”. هم غير مبدئيين. هم خاليو الوفاض من الأخلاق. فإن ائتمنتموهم على الثورة فما أضيعهم للأمانة. هؤلاء لن يرقبوا فيكم إلا ولا ذِمَّة.
لابد من مسك مصائركم بأيديكم. لم يعد الكيزان والعسكر وحدهم من يتربص بثورتكم. فهؤلاء يمثلون العدو الصريح البارز المرئي والباطل العريان. وإنما الخطر كل الخطر من العدو في ثياب الصديق فاحذروا . المعركة شاقة، والطريق طويل، والزاد قليل، والرفيق شحيح. فاشحذوا همم النضال وشدوا الوثاق. فإن تعبتم تذكروا كلمات شهيدكم العظيم “عَظَمَة”، “تعبنا يا صديقي ولكن لا أحد يمكنه الاستلقاء أثناء المعركة”.
ومن قليل الزاد وشح الرفيق أهدي إليكم كلمات الأستاذ محمود محمد طه التي صدع بها أمام الحزبين الطائفيين عام ١٩٤٦، قبل أن يولد آباؤكم وأمهاتكم بنحو عقدين من الزمان، وعندما كان هو شابا في الثلاثينات من العمر. كانت تلك صرخة في البرية ما زال رجع صداها يتردد في الآفاق، ولكنها لم تصادف أذنا تصيخ لها السمع، فاسمعوها أنتم وعوها، واجعلوها من “زوادة” الطريق. فأنتم ممن قيل في حقهم “إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”. فإلي كلمات الأستاذ الشهيد:
“يا جماعة الأشقاء ويا جماعة الأمة..
أيها القاسمون البلاد باسم الخدمة الوطنية..
أيها القادحون قادحات الإحن فيما بين أبناء الأمة!!
أيها المُذْكَون ثائرات الشر والتفرقة والقطيعة..
أيها المُرَدِّدون النغمة المشؤومة – نغمة الطائفية البغيضة.. إنكم لتوقرون أمتكم وقرا يؤودها!!
يا هؤلاء وهؤلاء: إن الله لواحد، وان الدين لواحد، وإن الوطن لواحد، ففيم تقيمون على
هذا النَّحوَ المُزْرِي؟
يا هؤلاء وهؤلاء: لأنتم أشأم على هذه البلاد من كل شُؤم وشُؤم..
يا هؤلاء كونوا ليوثاً غضاباً أو فكونوا قردة خاسئين، وارحموا شباب هذا الوادي المسكين، فقد أوسعتموه غثاثة وحقارا وهوانا..
أيها السادرون من هؤلاء وهؤلاء: لا تحسَبُنَّ أن الكيد لهذه الأمة مأمون العواقب، كلا، فلتشهدن يوماً تجف لبهتة سؤاله أسلات الألسن، يوماً يرجف كل قلب ويرعب كل فريصة.. أما بعد: فهذا نذير بين يدي صاخة، تمزق مسامع من أصمّه الطمع”
(الأستاذ محمود محمد طه – ١٩٤٦)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.