النقاط فوق الخروف

0 111
كتب: كمال كرار
.
مرت أيام العيد ..دون فرح حقيقي إستنادا على الموت والعنف المستمر،في أقاليم أنهكتها الحروب والنزاعات،والفتن القبلية،ويمتد هذا الشريط الدموي من أقصى غرب السودان،وإلى الشرق مثلما حدث في حلفا الجديدة بالأمس القريب..
وغض النظر عن أي تبريرات رسمية،فان هنالك قوى تؤجج ما يحدث،كجزء من محاولات مستميتة لتقويض الفترة الانتقالية،وربط المدنية بهشاشة الوضع الأمني،وبالتالي الاستنتاج بأن المطلوب قبضة عسكرية أقوى…ويغفل أصحاب هذا السيناريو أن هذه النتائج الماثلة هي نتيجة قبضة عسكرية استمرت ٣٠ سنة ..ولو أن تفكيك التمكين،وإعادة هيكلة المنظومة الأمنية،وإكمال الهياكل المدنية بما فيها المفوضيات والمجلس التشريعي،سارت وفق الجدول الزمني المحدد لما ساءت الأمور ..وأريق الدم السوداني،ورجعنا مرة أخرى لمصطلحات (التفلتات وفرض هيبة الدولة).
ومر العيد ..وسعر الخروف ..في السماء ..ولا تسال عن البصل والزيت،والفحماية الواحدة بقيمة ١٠ جنيهات،وزيادة (البدوي) راحت شمار في مرقة ..لأنه اراد تجربب المجرب،فأدخل الاقتصاد في فتيل،وسمعنا عن موازنة معدلة أسوا مما فعلته موازنة البدوي المضروبة ..وفيها زيادة أسعار البنزين والجازولين ..والكهرباء ..وهي دفعة اولى في طريق التجويع والافقار الذي تتبناه حكومة مابعد الثورة،إستنادا على رؤية (غير ثورية) يتبناها بعض التكنوقراط ..(جابوهم فزعة فصاروا ..؟؟).
وبعيدا عن الصندوق الدولي وقريبا من الوعي الثوري استمعت لشباب مثابر ومناضل وراكب راس في محلية امتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم،وهم يمثلون لجان مقاومة جنوب الخرطوم،وقد اعتصموا لمطالب طال أمدها،ويدركون ان الثورة ولدت لتبقى ..
كلما نزل الولاة المدنيون السياسيون ..للشارع،كلما خرجت برامجهم من هذا الشارع الثوري،وكلما نجحوا في انجاز تكاليفهم ..بدعم وسند قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة،وهذا درس لم يستوعبه تكنوقراط المكاتب ..وهواة مؤتمرات الفيديو،الذين يدورون في حلقة مفرغة .
ومرت أيام العيد،واكتشفنا فيها مذيعة تلفزيونية بمواصفات عالمية،أزاحت عنا بعض الاحباط ..ورجعت بنا لزمن متوكل كمال وحمدي بولاد،والزمن الجميل ..شكرا سوزان والبربري وفرقته،ورأيت في الشاشة أيضا ابنتي سارة ..بنت مصطفى ووصال وهي تغني وتعزف ..مع صديقتها زحل ..بشكل رائع ..
وكما توقعنا …فلم تأت دولارات أصدقاء السودان،ولا دراهم الخليج ..وفي بلادنا من الثروات ما يغنينا عن التسول ولكن من يقنع الديك كما تقول النكتة ..
ولمن لم يفهم مطالب ٣٠ يونيو ..وخطوطها الحمراء،فاننا ننصحه بعدم ترديد أقوال الانقاذ المبادة،على شاكلة رفع الدعم،وتعويم الجنيه لانه(سيلحق امات طه)..
في زمن مضى والدنيا قبايل عيد ..وأحدهم يعاني الفقر،واراد ان يصهين من الضحية،فاتصل به(نسيبه) ودعاه للحضور من اجل وضع النقاط على الحروف،فقال لمن حوله أن صهري المحترم يريد ان يضع النقاط فوق الخروف..ولو ان المسؤولين اشتغلوا على قضية تخفيف تكاليف المعيشة،لابتهج الجميع في العيد،ولكن هنالك من يفسد الامور دوما ..
وللراي العام نقول ان الذين يطبخون ارقام الدعم يكذبون ..اما لماذا؟ فلأنهم يحافظون على مصالح القلة،على حساب الغالبية التي صنعت الثورة …انتظروا الحكاية …واي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.