أديني من نورك وميض

0 109

كتب البراق النذير:

الصحافة هي خلاصة مهن الكون فهي تُحدِّث أخبارها، وبساط فرحها خبر، وغِماط ترحها خبر، “ولِلَّذينَ أَحسنوا الْحُسنى وزِيَادَة”.

وإذا كانت السياسة فن الممكن فإن الصحافة هي فن المستحيل، فالفكرة فيها جرحٌ مفتوح لا يلتئم إلا إذا لامس سطح الحقيقة، والعبارة ما دامت واضحة فهي جَزلى، والإجادة فيها تطويع الحرف ليوافق المعنى.

الصحافة إدارة المعلومة وتقريرها، وفي تحقيقها شطارة معلومة وقوة عين، وفي بعض الأوقات شتارة لتنشيز النغم المخاتل الذي يعزف على آلاته المخادعون والمفسدون بائعو الذمم وسارقو القوت.

التحية لأهل الكتابة والحرف والصورة، ما تحرك منها وما شابه السكون، والحرف شقيق الروح فكيف تخون الروح التوأم فيها كيف تخون؟!

أهل الصحافة الحق هناك خلف الكلمات والكاميرات وبين الدفاتر والمحابر ونقرات الحروف. أهل الصحافة جُلهم أهل ذكر في هذا الزمان، وقد جاء ” فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.

ليس كل من يكتب حرفاً هو حر، فبعض الحروف مكانها الرفوف وطي الضلال، فقليلون من يرسمون بالكلمات وكثيرون يصيبونها بالجلطة، والبعض يهرول نحو اللكم بالكلمة، فإن أصابت خابت، وإن خابت عابت، ولكنه يبقى عيب صاحب الزاد، لا عيب المُحتطَب من اللغة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.