الأفريقانيـون_الجـدد_أغراضهـم_مغائــم!

0 48

كتب: آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ

.

سجال عقيم بين السودانوية والافريقانية مرده الإنطلاقات من أرضيات تصورهما متنافرين، والتوجس من أن يكون الأولى حالة مجسدة للتراجع عن الافريقانية، قد يكون سبباً مسكوتاً عنه، بينما الأخيرة تفرضها قوة الثقافة وسعة الجغرافيا. يبقى السؤال الهام: هل السودانوية كمدرسة هى مفارقة للأفريقانية شرطاً، متواطئة مع العروبية ضدها؟ وهل بوسعهما معاً أن تحلا محلها؟
لا يصعب على أية مقاربة جادة كشف رسوخ الأفريقية فى ثقافة السودان وسطه وشماله، حتى إن إلبست لبوسا عروبياً تبقى الأفريقانية بائنة على متنها طاغية عليها. رموزها وبعض مظاهرها المراد بها تثبيت عروبيتها، يمكنها فعل العكس بالإتجاه بها صوب الأفريقانية المنسحبة من مجالها. قصب السبق فى إعادة تعبئة القيم الأفريقية فى فخار جديدة حازتها السلطنة الزرقاء. لكنها مجرد جرار معبأة بموروثات نفس الأرض موسمومة بالعروبية والمنتج المعبأ لا يفارق أصالته. هذه ما يجوز وصفها بالمسروقات التراثية والثقافية، لم تخطئ حتى المظاهر العقائدية، وكان حرياً بموجة الأفريقانية الجديدة العمل على إسترداد هذه الأغراض القيمة، والدفاع عنها مهما كلفها من جه ووقت. نفس اللبس الذى أدى إلى تصنيف ثقافة الوسط والشمال النيلى فى خانة العروبية أسس لأكبر حركة تخلى عن أهم الملامح الأفريقية، الساسة القدامى لأهداف سلطوية مرحلية هم الذين إبتدروا ذلك. إستردادها لا يتطلب من أكثر من الارادة، الأفريقانيون الجدد -السودانيون- طالهم نفس اللبس، وما زالوا تاركوين أغراضاً قيمةً مغانم لغيرهم، ماضين دونها والمسوغات غير مقنعة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.