الثوريـــة_المتاريـــس بــــدلاً عـــن التملــــق!
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
الكفاح المسلح قدم للثورة ما لم تقدمه كيانات تتصدر المشهد السياسى، بعضها سبق أن جربت دربه الذى يتطلب المضى فيه إيماناً حقيقياً بالقضية، وقدرة على تنفيذ عمليات إدارية معقدة على حواف الخطر. إنتكست وعادت إلى حضن الدكتاتورية، إختطفت الثورة عند منعطف حاسم، وإستولت على الكيكة بعد أن طردت ممثلى الكفاح المسلح.
سجّل التاريخ لمصلحة الكفاح المسلح، أنها وجهت للإنتهازية المركزية صفعات مؤلمة عندما كانت فى أوج عنفوانها. وأن بعضها صمدت لحماية أحواز وجيوب -البقاء فيها يعد تحدياً- أظهرت قيماً، واكتسبت شعبية أتت خصماً على كيانات سياسية مستثمرة فى الإمتيازات العرقية والدينية. التدافع لإستقبال قادة الثورية، أظهر الرصيد الإجتماعى وكتلتها الجماهيرية المطرودة معها، واليوم يمكن تفهم أسباب قلق هذه الكيانات التى تعتبر هذه الجمهرة حشداً معادياً.
الأنظار مصوبة إلى الكراسى، وهى ضرورات لنقل أى إتفاق إلى حيز التنفيذ. ولا تعنى – شرطاً وفى كل الأحوال – حباً للسلطة ولا طمعاً فيه، إنما أدوات عمل لإحداث التغيير. من يعملون بهذه القناعة سيكونون الأكثر فعالية فى تفكيك الطفيلية.. لكن.. التصريحات المتملقة الصادرة من بعض الأطراف الموقعة على وثيقة سلام مشهود عليها دولياً، أمر محبط، مثير للإستياء. لا ثمة ما يدفعهم إلى شيئ كهذا، وخلال فترة مبكرة كهذه! كأنما يستجدون أو يخططون لأن يكونوا يداً دنيا، أو يلتمسون إعتباراً لهم من جهة ما!
الكراسى لا قيمة لها مهما علا شأنها مقابل قيم نضال مسطرة بالدماء. إظهار الضعف أمام عصابات سيشكل خللاً كبيراً، والقادم الأخطر يكمن فى أفخاخ التطويع المؤكدة التى سيختبرونها.
ليس مطلوباً منكم أيها السادة؛ أكثر من سعيكم إلى تنفيذ ما إتفقتم عليه – دون تكسير تلج لمن لا يستحق– تصرفوا بعزة ولا تلوثوا تاريخكم، قدموا الأقوى والأكثر ثباتاً وقدرة على تحقيق النصر فى حرب الكواليس ضد عناصر متمرسة؛ ستبدأ بالتمنع لأجل دفعكم إلى التسول، التسريبات التى تشكك فى أهليتكم قادمة لا ريب، الأوراق ستسرق من مكاتبكم ومن صناديق مراسلاتكم وستضخ إلى الأسافير للتشكيك فى ذممكم، وعروض رشى ملغومة موثقة، على إثرها ربما يتساقط أفراد أو يتورطون وينقلبون عليكم، على المجمل يمكن لأداءكم أن يتأثر، وتتقلص شعبيتكم، وملايين ساحة الحرية ربما تأخذ فى الإنفضاض من حولكم. ستشهدون إفرازات مبتكرة لدولة المركز وحكومتها العميقة، والحوار المنتج مع هذه الفئة لن يكون بالتملق، إنما بالشفافية، الفضح، الإعتصامات ولغة المتاريس. والأيام بيننا.