الجحــــــــــــــــــــــود الفلسطينــــــــــــــــــى!

0 90
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَى
.
يعيشون فى سلام مع إسرائيل، منها يأتيهم الكهرباء والماء والغاز والبضائع القيمة، حتى الأمن الغذائى تحققها لهم الدولة العبرية. لديهم حقوقاً يطالبون بها معظم الوقت بوسائل سياسية، ولا يعبرون عنها بالحرب، ولا بالمقاطعة. لأن إسرائيل ببساطة هى ضامنتهم أمام العالم فى كل شيئ. السودان إلتزمت بخدمة قضية لا تخصها مدة فاقت نصف قرن، فتحت لها أبواب مليون ميل مربع، إستضافت لاجئين، عسى أن تمكنهم من الاستقواء بها لدفع قضيتهم، أرسلت جيوشاً، قدمت سلاحاً، أوصلته حتى الحدود وأدخلته عبر الأنفاق فلم يحققوا بها شيئاً!
السودان بنت فوق قضيتهم مواقفها، أدخلتها مناهجها المدرسية، مجدت شهداءهم أكثر من شهدائها، تضامنت مع تضحيات أطفالهم أكثر من أطفالها، ووصلت مرحلة تبرع فيها بعض نسوتها بحليهن، ثم غالين بالذهاب أبعد من ذلك عندما طلبن إستلام الأسلحة من أيدى الرجال الجبناء المتنوانون عن نصرة فلسطين.
كل هذا يجابه بإزدراء متبل بسواقط القول تطلقها ألسن فلسطينية.
لم تفعل السودان أكثر مما فعل الفلسطينيون، طبعوا علاقاتهم بإسرائيل ودخلوا عمقها، فلحقت بهم بعد تكبدها الخسائر.
إن كنا أمام جيل من الفلسطينيين ممن لا يعرفون شيئاً عن المواقف القديمة أيام المقاطعة وتجييش الجيوش واللاءات الثلاث وتبعاتها، فإن مشاهد الأمس كافية لإجلاء كل غشاوة، فبينما هم نائمون فى حضن الدولة العبرية بدلال، كانت إسرائيل تشن هجماتها على قوافل الاسلحة فى شرق السودان، تغرق الزوارق، تحطم السيارات، وتباغت بهجوم ليلى على مجمع اليرموك فى قلب العاصمة السودانية، وهذا ما لم يواجهوا مثله خلال هذه العشرية. كان من النبل شكر من إلتزم ونجح فى تقديم خدمة أفشلها أصحابها، ولم يحدث لانها قدمت لمنظومة لؤم لاتستحق أدنى معروف.
أيها النشطاء والممسكين بالقضية الفلسطينية، تذكروا أننا قدمنا لقضيتكم أكثر مما قدمتم، أخرجنا اليهود من مدننا كافة، طردناهم لأجلكم، إبدلناهم بكم، لكنكم قدمتم أسوأ نموذج، فيما ذاكرة السودانيين تحتفظ بسمعة طيبة لليهود كرجال أعمال، ما يتبقى لكم اليوم حزم من الملفات المتسخة وجحود عن خدمة خمسين سنة من المؤازرة وسكب المال والسلاح، ورهن مصيرنا بمصيركم. أما مواقفكم المفارقة لأى قيمة، فإنها تبرهن أنكم بالفعل ساقطون أخلاقيا وفاشلون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.