الحركة الإسلامية لعرب إسرائيل والتطبيع في انتخابات إسرائيل الرابعة

0 67
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
بينما يقف الإسلاميون مثل الذين عندنا ضد بوادر التطبيع العربية القائمة مع إسرائيل نجد أن الحركة الإسلامية بين عرب إسرائيل بصدد نوع من التطبيع مع حزب ليكود بقيادة نتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية الرابعة في يوم الثلاثاء القادم. فاتفق لها ألا مانع من التقارب مع نتانياهو لخدمة أفضل للمجتمعات العربية. ولقيت التلويحة الإسلامية قبول نتانياهو الذي اتفق له أن يعتبر الصوت العربي في حساباته الخاصة للخروج من حرج منافسة الأحزاب الإسرائيلية، ولتثبيت نفسه في الحكم في وجهها.
بدأت هذه التلويحة الإسلامية بخروج الحركة في أوائل فبراير المنصرم من القائمة المشتركة للأحزاب العربية التي تكونت، بجانب الإسلاميين، من الحركة العربية للتغيير والتجمع والجبهة. وقامت هذه الجبهة في ٢٠١٥ ونجحت في الحصول على ١٥ مقعداً من مقاعد الكنيست البالغة ١٢٠. وكان ذلك اختراقاً. ونشأ الخلاف في القائمة حول الموقف من المثليين. فصوتت أحزاب القائمة لإسقاط قانون معروض على الكنيست يرمي إلى رد المثليين عن طريق علم النفس عن طبيعتهم (أو خيارهم) الجنسي إلى “الجادة”. واستنكر الإسلاميون منهم ذلك وقرروا مغادرة القائمة. وقال أيمن عدية، رئيس القائمة، عن منصور عباس زعيم الإسلاميين، إنه لن يصفه بالخائن. ولكنه لم يأت بوصف بديل.
ومن رأي محللين أنه مع ما يبدو أن سبب خروج الإسلاميين من القائمة هو المثليين إلا أنها صدروا في ذلك عن خطة برغماتية لمنصور عباس. فزبدة فكرته أن يكون عرب إسرائيل فاعلين في السياسية لحل المشاكل المباشرة الضاغطة على مجتمعاتهم العربية. وسيتحالف مع الشيطان-نتانياهو لهذه الغاية. فلا حائل دون أن يصوت لقائمة ليكود بل وحتى رفع الحرج عن نتانياهو الذي تحدق به تهم الفساد وتلاحقه الدولة. ويريد منصور استثمار مقاعده الأربعة ليكون صانع الملوك في بلد شديد التحزب. ومتى كانت لك مثل مقاعده تعاظم دورك في الائتلافات الحاكمة وما يقع لك من منافع سياسية منها.
لا تحظي هذه الخطة بقبول عرب إسرائيل مع عدم رضائهم عن أداء القائمة العربية. فعارضها ٤٤٪ ممن أعمارهم فوق الخامسة والستين بينما ساندها ١٣٪ ممن أعمارهم بين ١٨ إلى ٢٤ سنة. وبدأ
أن نتانياهو جنح إلى الامتثال لحقائق الديمغرافية العربية في محنته. فسعى يقترب من العرب. ويدعوهم للتصويت في زيارات لبعض البلدات العربية ومراكز التطعيم من الكوفيد فيها. وسمع من ناده ب”يا أبو إيار (ابنه)”. وشرق بالدمع. وهو نفسه الذي كان يرعبه تصويت العربي ويفزع يراهم زرافات ووحدانا تتجه إلى صناديق الاقتراع. ويطلب استئصالهم من إسرائيل.
ولقى في جولاته القطاع من العرب الذين سقموا من الأحزاب العربية واليسارية الإسرائيلية التي اعتزلت قضاياهم المباشرة الضاغطة. فقال أحدهم: “سأصوت لبيبي (اسم دلع نتانياهو). لعقود لم تأت لنا أحزاب اليسار والعرب بفائدة. نحن بحاجة إلى اتباع القوي والأغزر عددا”. وكان شاغل هذا الرجل من وراء قوله هو ارتفاع معدل الجريمة وسطهم حتى كانت نسبة جرائم القتل بالرصاص فيهم ٩٠ في المائة من صنف الجريمة في إسرائيل. وأضاف: “معلوم أن كل السياسيين كذابين. فليكذب نتانياهو ما شاء إذا أخذ مسألة الجريمة بشدة”. وبدو أن أذن نتانياهو مرخية لهذه الشكاوى. فوعد بالعناية بالمجتمعات العربية، ونشر الشرطة، وإصلاح الطرق. ولصالحه مدرستان وعمارة بيوت في بلدة الرجل. ووعد بأن ينتخب للوزارة نايل أبو زعبي، من قائمة الليكود، وزيراً. وعليه فمنتظر أن يرتفع رصيد الليكود من العرب إلى ٥٠ ألف وأكثر من مجرد ١٠ ألف في المرة الماضية. فإذا حصل منها على مقعد أو مقعدين ثبتت أقدامه أمام نافسيه.
كان يقال إن إسرائيل لن تقوى على التغاضي عن الديمغرافية العربية إلى ما لا نهاية. حاولت ذلك جنوب أفريقيا. فساقها هذا التغاضي إلى نظام الأبارتايد: فرز العيشة. وطول يا زمن. أقصر يا زمن أدرك بيض جنوب أفريقيا هادم الأبارتايد. ومع ذلك قال محلل إن نتنياهو جهجه السياسة العربية دون وعد متين بعمل شيء ذي معنى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.