الدعم السريع يتوجه لحسم معركة ولايات دارفور ويطبق الحصار على الخرطوم من ولاية جنوب الجزيرة

0 139

تقدير موقف: ذوالون سليمان، مركز تقدم للسياسات
– مع انخفاض وتيرة المعارك المباشرة بين الجيش والدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتحولها لحرب نوعية يستخدم فيها المدافع والمسيرات والطيران الحربي، اشتدت المعارك في الولايات الغربية التي تشهد مواجهات مباشرة تستهدف فيها قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها علي المقار العسكرية. ففي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، تشن قوات الدعم السريع لليوم الخامس هجوما على حامية الجيش، مع توقعات بقرب سيطرته علي المدينة بالكامل , والتي يقاتل فيها الجيش وحيدا من دون اسناد أو إمدادات، وتنبع أهمية المدينة من موقعها الحدودي المتاخم لدولة أفريقيا الوسطي , ووجود مطار دولي بها , بالإضافة لتمركز الحاضنة الاجتماعية للدعم السريع بها .
– ينشط الدعم السريع عسكريا في مدينة الفولة والنهود الواقعتين بولاية غرب كردفان , الولاية الحدودية مع جنوب السودان , أيضا تكررت الاشتباكات مساء الخميس بمدينة الفاشر , عاصمة ولاية شمال دارفور , ومقر قوات الحركات المسلحة المشتركة ومركز ثقل الحركات المسلحة الدارفورية , يتزامن الهجوم مع تحرك حاكم إقليم دارفور مني مناوي بريا الي بورتسودان , ومع اتهام قيادات تنفيذية نافذة لرئيس حركة العدل والمساواة بعدم الحياد والتنسيق مع الإسلاميين , وانتشار قوات عبدالواحد نور العائدة من ليبيا في مناطقها الاجتماعية بجبل مرة .
– لم يكتف الدعم السريع بالحراك العسكري في دارفور وكردفان، ففي خطوة متوقعة، تمددت قوات الدعم السريع جنوب ولاية الخرطوم، وتوسعت في ولاية الجزيرة الواقعة في وسط السودان بين النيلين , الأبيض والازرق , والمشهورة بمشروع الجزيرة الزراعي وخلوها من المعارضات المسلحة ، صارت قوات الدعم السريع تتواجد في أجزاء واسعة من أراضيها الشمالية، في اختراق يؤكد الفرضية القائلة بأن قوات الدعم السريع تتجه لبسط سيطرتها ووجودها في الجنوب والغرب السوداني، وترك الشمال والشرق الجغرافي , كاستراتيجية تحقق لها المحافظة علي خطوط إمدادها وتوفر لها خطوط تأمين خارجية لميدان المعركة الرئيسي في الخرطوم .
– على الصعيد الاخر، واصلت قوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو نشاطها العسكري في ولاية جنوب كردفان، واستهدفت عاصمتها كادوقلي المحاصرة بقذائف مدفعية واشتباكات مسلحة، في خطوة عسكرية يبحث الحلو من خلالها تأكيد وجوده على الخارطة وتأمين مصالح حركته في فترة ما بعد الحرب بكل خياراتها وبدائلها. وتداول العديد من الدوائر انباء عن وجود تفاهمات بين الدعم السريع والحركة الشعبية فحواها عدم التصادم وتضييق الخناق علي الجيش والإسلاميين.
خلاصة:
• من خلال مسارات الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع , يلاحظ تعويل طرفي النزاع علي سلاح الزمن , ففي الوقت الذي يراهن الجيش علي انفضاض جنود الدعم السريع والمليشيات عن حميدتي واكتفائهم بالغنائم والنجاة من الحرب الاستنزافية وجيوش المستنفرين والجهاديين , نجد أن الدعم السريع استطاع التعايش مع واقع الحرب اللانهائية , وتوظيف الوقت من أجل تأسيس نظام اداري في مناطق سيطرته , والانفتاح أكثر علي المكونات الاجتماعية والجغرافيات السودانية وجعلهم جزءا من حربه , والاستعداد لصد موجات المستنفرين قليلي الخبرة العسكرية ,عبر الاستقطاب داخل قوي الهامش , كإحدى متغيرات الحرب التي بدأت كصراع نفوذ عسكري ليتشكل بمرور الزمن لصراع سياسي اجتماعي , لا يبتعد كثيرا من جوهر الازمة السياسية السودانية التاريخية . ,
• يلاحظ ركون الدعم السريع لحقيقة فرض وجوده العسكري في السودان وتأثيره الكبير علي المنطقة، وافتضاح مخططات النظام القديم للعودة للحكم من خلال التنسيق مع عناصره الإسلامية داخل الجيش، الامر الذي جعله غير مهتم بمبادرات الحل السياسي وادانات المجتمع الدولي بعد أن أصبح عاملا مهم في معادلة السلام والاستقرار , لا يمكن تجاوز وجوده وتأثيره , خصوصا بعد الظهور العلني المتكرر لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي بعد إشاعات إصابته وموته ,مما شكل دفعة معنوية لأنصاره وحلفاءه الذين يأملون أن يحقق انتصار حاسما يجبر قيادة الجيش علي فك تنسيقها مع الإسلاميين والتضحية بهم , وتوقيع اتفاق سياسي يخرج جميع الأطراف من ورطة الحرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.