الدولار حايم والبنك نايم
كتب: كمال كرار
.
الإجراءات البوليسية وحدها لا تجلب الدولار للبنك المركزي،ولا تهزم السوق الأسود.والدليل رجعت أسعار الدولار إلي ما كانت عليه قبل هذه القرارات،وبنك السودان يشكو من الفلس .
ولما كان الدولار غير قابل للتزييف (مثل جنيهنا)،فالدولار الحايم في السوق الأسود،إما عائدات صادرات،أو تحويلات من الخارج،أو مدخرات ومرتبات بالعملة الصعبة،أو ودائع دولارية كانت في البنوك وأخذت طريقها للسوق الأسود..أو ..أو …
وطالما لا تسيطر الدولة على التجارة الخارجية،فالدولار لا يأتيها ولو في المنام،وطالما أن السلع الضرورية تستوردها المحفظة وبسعر السوق الأسود للدولار،فاعلم بأن البنك المركزي انهزم أمام مافيا السوق،وانتهي دوره الافتراضي ..وبات دكان (يماني).
هذه المعادلة ترفع أسعار السلع كل ساعة وليس كل يوم،وتزيد التضخم،وتنتهي من الأجور،وتزيد معاناة الناس ..والحل في نظر سدنة البنك الدولي ..تعويم سعر الصرف وكل زول ياكل نارو ..ومعناها جالون البنزين 1000 جنيه،في القريب العاجل،ومشوار الرقشة 500 جنيه،والبصلة 100 جنيه،وكيلو السكر 300 جنيه،والدولار 500 جنيه.
وطالما كانت معظم الضروريات مستوردة من الخارج،فالندرة مستمرة،والصفوف طويلة..لأن الدولة سلمت رقبتها لزيد أو عبيد وهم الفلول الذين يستفيدون من خلق الأزمات .
ولن يرضى عنك الصندوق الدولي حتى يموت ربع السكان بالجوع،وربعهم بالكورونا،وربعهم بالاسقربوط ..ومن بعد هذا تأتي (الكراتين) تحمل الزيت والدقيق ومكتوب عليها (هدية من الشعب الأمريكي للشعب السوداني).
ولو أن الدولة تمول زراعة القمح لموسم واحد ناجح،بنسبة 100%،ثم تقسم الإنتاج مع المزارع ..لانهزمت مافيا القمح والدقيق،وانتهينا من أسطورة اسمها استيراد القمح ..
ولو عملت بروتوكول نفطي مع جنوب السودان،بالمقايضة مع سلع غذائية،وعملت المصافي بكامل طاقتها،لما احتجنا لاستيراد المواد البترولية بهذا الحجم .
ولو دخلت الدولة في عملية إنتاج الذهب،وغيرت الإتفاقيات الحالية واستبدلتها بقسمة الإنتاج مع المعدنين،ستتوفر العملات الصعبة في بنك السودان،وبالتالي يختفي السوق الأسود ..
هذه الإجراءات سترفع قيمة الجنيه امام الدولار،وح تنخفض أسعار السلع الضرورية،وازدهار الزراعة ينهض بالصناعة التحويلية،وتدور المصانع،ويشتغل العطالى،وتطير سودانير،وتبحر سودان لاين ،ويصفر القطار ..ويتهادي البابور (من الاسكلا وحل)
وعندها نقول أن الثورة دخلت من باب الإقتصاد،وانتصرت للشهداء،والكنداكات والشفاتة ..
وعندها يأتي الصندوق الدولي ويقول (عملتوها كيف؟)،فنرد عليه بالقول (تسقط بس)..
والسودان عندما ينهض من الأنقاض..تنهض افريقيا ..وثروات القارة لشعوبها الثائرة،ومن حلفا إلي جوهانسبرج ستمتد خطوط السكك الحديدية؟،ومن سواكن في البحر الأحمر إلي لاغوس في المحيط الأطلنطي،والسوق الإفريقية المشتركة تصبح واقعا يمشي على قدمين،وتنفتح حدود الدول دون عوائق.
هذه الأحلام ليست بعيدة المنال،متى كان التفكير الاقتصادي سودانياً ..ووطنياً ..وثورياً ..لا يعتمد على الشحدة،والذلة والانكسار ..
والكلام ليكم يا سدنة الصندوق وتنابلة البنك الدولي وأي كوز مالو ؟