الرسالة السنوية لكمالا بابكر النور

٥٠ عاما علي ذكري ١٩ يوليو

0 60

كتب: كمال كرار

.

خمسون عاما يا صديقتي العزيزة وصدي هتاف الدروة عند الفجر بحياة وكفاح الشعب السوداني والحزب الشيوعي لازال في وجدان الشعب والوطن ..

وبمثل البطولة التي خلدها هاشم العطا وبابكر النور ورفاقهم عندما نفذوا الثورة التصحيحية في عصر ١٩ يوليو ١٩٧١ ، فقد واجهوا فرق اعدام السفاح نميري بشجاعة نادرة المثيل ظلت تحكي علي مر الاجيال ..

نصف قرن من الزمن – يا كمالا – والسودان تتقاذفه الامواج المدلهمة، وتغيب عنه الاهداف النبيلة التي قيلت في بيان ١٩ يوليو حول الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والمشاركة في اتخاذ القرار …

وانظري لما قاله الشهيد الرائد هاشم العطا عصر ١٩ يوليو (ونحن أفراد القوات المسلحة نعد شعبنا بأننا سنعمل على قيام نظام سياسي ديمقراطي يستهدف المشاركة الفعّالة من قبل الجماهير بكل الأشكال والوسائل الممكنة في إدارة شؤون البلاد، كبيرها وصغيرها، بروح المسؤولية الوطنية تجاه قضايا التنمية والثورة الاجتماعية وبداية من ذلك ستكون هذه القاعدة ممثلة في تنظيمات الشعب الاشتراكية والجماهير التي بناها بعرقه وتضحياته الى جانب قوى الوطنيين، وان الشخصيات التي قلبها على السودان سيسهمون في تقدمه وازدهاره، وستعمل بجانب القوى الوطنية على نشر الوعي الديمقراطي في البلاد وفي جهاز الدولة وفي القضاء بوصفه أداة نزيهة عادلة، كما ستعمل على وضع الأدوات اللازمة لكي يباشر الشعب حريته.

وأننا سنعمل على تطوير القطاع العام في سبيل التطور الاقتصادي والتجاري في البلاد.

ان القوات المسلحة السودانية منذ الآن جزء لا يتجزأ من الشعب… مصير واحد، عمل وساعد قوي واحد).

يا لتلك المعاني التي انطلق هديرها في انتفاضة مارس ابريل ١٩٨٥ عندما هتف الشعب ( جيش واحد شعب واحد) فكنس النميري وزمرته، وفي ثورة ديسمبر واعتصام القيادة قاتل حامد ورفاقه ببسالة إلي جانب الثوار ..

كمالا : لا أعـرف مصيري ولكني إن مـت فسأموت شـجاعا وإن عـشت شـجاعا …كتبها والدك البطل قبل لحظات من استشهاده النبيل ..فمات ميتة الشجعان العظماء …

خمسون عاما ولا تزال قبور الشهداء ووصاياهم الاخيرة مجهولة… وحالة الافلات من العقاب للقتلة ومرتكبي المجازر الجماعية لا زالت ماثلة ..

سيأتي اليوم الذي سيشيع فيه شعب السودان الثائر رفات أبطال يوليو كما يستحقون،ويدشن قيم الوفاء لشهداء الديمقراطية والسيادة والوطنية .

تحياتي لك ولخنساء والاسرة

وكل ١٩ يوليو وأنت بخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.