السيسي : النخب و موائد الحكومات

0 76

 

بقلم : محمد بدوي

تابعث للاستضافة القصيرة للدكتور التيجاني السيسي على قناة الجزيرة في سياق التعليق على الأوضاع الراهنة فى السودان و التى دأبت القناة على استضافات لطيف واسع من الفاعلين فى الفترة الإنتقالية ( دون التعليق على ذلك الآن ) ، لكن فى تقديري ان الدقائق المعدودة التى ظهر فيها عقب ان وجه إليه مقدم البرنامج الأستاذ أحمد طه سؤالا حول الجهة/الجهات المسؤولة عن قتل المحتجين السلميين فى السودان عقب إنقلاب 25 أكتوبر 2021 ، فشلت فى التقاط إجابة واضحة من السيسي ، كنت أتوقع أن يخيب ظني في اللحاق بالمستضافين المحسوبين على معسكر تحالف الإنقلاب لكنه لم يفعل .
لابد من الإشارة إلى ان السيسي كان حاكما لإقليم دارفور ممثلا لحزب الأمة حتى داهم الديمقراطية الثالثة انقلاب الحركة الإسلامية في 1989 ، ليغادر السودان للعمل بالأمم المتحدة .
ظهر الرجل فى دهاليز مدينة الدوحة القطرية قبل ان يدفع به رئيسا لحركة التحرير والعدالة التى تكونت من عدة مجموعات منقسمة من الحركات المسلحة ، ليوقع في خاتمة المطاف وثيقة الدوحة ٢٠١١ مع الحكومة السودانية بهدف تحقيق سلام لحالة نزاع إقليم دارفور ٢٠٠٣
الظهور الاعلامي الاخير على قناة الجزيرة فى تقديري اجابت فى تقديري على أحد اسباب فشل اتفاق الدوحة (دون الخوض فى تفاصيله وسياقه ) ، حيث ان فشل الإتفاق بقراءة مع تطورات الراهن التى اظهرت اين يقف الرجل من مجمل الحالة السياسية بالسودان تربطه و علاقة السببية ،فحتى بتحميل المؤتمر الوطنى المحلول اسباب الفشل فذلك لا يشكل مبرر كاف عند إعادة قراءة مواقف السيسي السياسية الراهنة و السابقة مع حكومة الرئيس الأسبق البشير ، خيبة الظن ترتفع عندما ننظر إلي أختياره من خارج سياق قوام الحركات المسلحة لرئاسة جسم تفاوضي لنجدة الحال و هى ثقة لم يقابلها بالإلتزام ناهيك عن الأرتباط السياسي مع نصوص الوثيقة وما ترتب عليها من التزامات اخلاقية ، و هو ما يكشف بأن الفشل حالة عبر عن نفسها على طريقة الحامل والمحمول .
فى سياق إدارة تنفيذ الوثيقة و فشله فى الحفاظ على الجسم المصنوع الذي منحه الثقة بل تطور الحال إلى اختياره جانب الاحتماء بحزب المؤتمر الوطنى فكان التشييع للإتفاق او الوثيقة ، لتبدا رحلة اللامنطق حينما ظهر مادحا الرئيس الأسبق عمر البشير اعلاميا المطلوب لدى العدالة الدولية ، دون إكتراث من مجمل الحالة بما فيها إحترام لشعور الضحايا والناجيبن من ضحايا البشير ، قد يحتاج الأمر الى منهج اخر غير السياسي لتقصى الدوافع التى عبرت عنها تحولات مواقفه من البشير لكنه يباغت حواجب الدهشة بالاقتراب من السلطة الانقلابية الراهنة التى كانت هي طرف فى الصراع على الارض نيابة عن الرئيس الأسبق البشير ؟ التعايش مع إفتراض القدرة على تنفيذ وثيقة الدوحة تحقيق السلام ،و مدح البشير و الإقتراب من ورثته السياسيين يظل سؤالا يعجز الوجدان السليم على الإجابة عن دوافعه .
رغم ذلك مجمل السياق ومآلاتها يشير الى نقطة مهمة ان الحالة السودانية لا يمكن إدارتها افتراضات نظرية مرتبطة بمناهج و تصورات نظرية ممن يدفع بهم المجتمع الدولى كخبراء لقيادة المشهد ، لأن سياق الحال المرتبط بفترة ما بعد الاستقلال و الصراعات و التنوع تتطلب جهدا سياسيا و معارف مرتبطة بالواقع وتطوراته ، لأن بين التصورات النظرية و أهداف الشعوب المتطلعة للحكم الراشد تفشل سياسة المفاضلة او الهبوط الناعم ، و غيرها ، اعود للقول بان الظهور القصير للسيسي فتح التفكير بعيدا حول جدوى استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك و لا سيما التطورات عقب إعلان 21 نوفمبر 2021 و التعقيدات السياسية في الحالة السودانية في تقديري قد أصاب في تقديري حمدوك بإستقالته ، بينما ظهر السيسي يراوغ فى الاجابة على المتسبب في مقتل المحتجين ، و هو سؤال إجابته ببساطة مرتبطة بدور الدولة فى الحماية ليمكن التعبير عن خلاصة الإستضافة القصيرة بقناة الجزيرة بان الشارع هو من يعرف معنى شعار ( حرية ، سلام وعدالة )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.