الكيـــــــــــزان الجدد وتقنيات البشـــــــــــير!

0 86
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
شراء الوقت بالتوريط فى دوامة حوارت غرضها الإلهاء تقنية أجادها البشير وتمسك بها حتى سقط، بدأها فى أوائل التسعينيات بمؤتمر الحوار الوطنى، إستنسخها مرات ومرات، مسّخها.. حتى أنه كان يريدها مدخلاً لإختراق صفوف ثوار ديسمبر وتشتيتهم لكنه فشل. المثير أن هذه الأداة الفعالة مازالت مستخدمة إلى اليوم وإن إختلفت الصيغ، وثمة ميل لدى تيار فى الحكومة تخطط للبقاء فى الحكم أطول فترة ممكنة من خلال إطالة أمد الفترة الإنتقالية، بالإستثمار فى إتفاقيات السلام، وتركيز العمل فى المنطقة الرمادية -أمبيكى- والمدة المقدرة التى نجحت فى تبديدها الحكومة الحالية فى حوارها مع الجبهة الثورية حتى الإتفاق كانت تمريناً حسناً. الآن أتى دور الحركة الشعبية كى تهدر معها المزيد من الوقت، مع الإبقاء على حركة تحرير السودان رصيداً إضافياً.
مواقف الحركتين مستندة على مبررات ومبادئ تحظى بالإحترام، وهى أصلاً لضمان الوصول إلى تسوية وإنفراج سياسى إجتماعى حقيقى ودائم، لكنها توظف لغرض آخر، هى كرت رابح لمصلحة الهبوط الناعم وتمكين وجوه وكيانات يمكن وصفها بالكيزان الجدد، إذن بالنسبة لهذا التيار المتشبث بالسلطة فإن موقف الحركتين المتبقيتين لها قيمتها، حبذا لو إزدادتا تمسكاً، وستفسرها تعنتاً وتقصفاً. لكن إن قررتا التراجع – شبه المستحيل- تقليصاً لمدة التفاوض، عندئذ ستكون الطاولة قد إنقلبت فى هذه الفئة المتململة حتى من أتفاقها مع الثورية، ستكون فى وضع لا يحسد عليه، وقد تلجأ إلى إبتكار عراقيل جديدة كما كان يفعله الإسلامويون، أما أكبر المفارقات فإنها تكمن فى قرب إستقبال نتنياهو فى الخرطوم فى وقت يشرع فيه عبدالواحد محمد نور فى بناء المزيد من الحصون حول منطقته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.